عين اليمن على جنوب اليمن

إعلام التافهين.. الجزيرة نموذجا

 

بقلم/صالح علي الدويل باراس
يقول الفيلسوف الكندي الآن دونو محددا بعض سمات حكم التفاهة:

” لاتحمل نظرة ثاقبة وسّع مقلتيك ، ارخ شفتيك ، فكر بميوعة وكن كذلك..عليك ان تكون قابلا للتعليب لقد تغير الزمن فالتافهون قد امسكوا الحكم”

*

# وحدد رئيس احد شبكات الإعلام الغربية الضخمة وظيفة اعلام التفاهة :

” ان وظيفته هي ان يبيع للمْعلِن الجزﺀ المتوفر من عقول مشاهديه المستهلكين ”

*

#انحدرت وظيفة الإعلام من مهنة لها أخلاق حتى في الحدود الدنيا..فصارت شيئا كالأشياء المعروضة للبيع كالشيء المعروض في تجارة الرقيق الأبيض معرض. لمن يدفع أكثر!!

*

# اعلام التافهين ليس محطة إخبارية ومراسل يزوّر لها خبر ..أو لاينقله ..أو ينقله محملا بقاذورات سياسية ليست في بنيته أو يمزجه بروائح نتنة لكي يستقذره المتلقي كشأن اعلام الجزيرة .. بل أيضا صحف ومحطات رأي وتغريدات تويتر وحوائط فايس بوك وجروبات واتس اب ..بل مراكز دراسات واستطلاعات رأي ومكاتب استشارة قانونية وسياسية وحتى منظمات عمل إنساني ..وأحزاب ورجال سياسة وناشطي أحزاب

مقياسهم أنهم عند وقوعهم في الاختيار بين العدل والمثل ومصلحة زمرتهم أو حزبهم أو إعلامهم يضحون بالعدل والأخلاق والمثل ويختارون مصلحة زمرتهم بزنس حتى لأعداء الأديان والأوطان !!

**

# الجزيرة تّكرّم حمارا اخونجيا إصلاحيا في تعز … ياله من حظٍ عاثر لها فكل الحمير الاخونجية استفتت مراجعها حين حمي وطيس الحوثي فقيل لها بوجوب التولّي يوم الزحف ” حقنا لدماﺀ المسلمين ”

*

# امّا حمار في تعز فقد أبت عليه نخوته ولم يستمع للفتوى بالتولّي ، وظل يجالد وحيدا بما يستطيع فاستحقّ التكريم من جزيرة الاخونجية فبقية حميرها ولّت مذعورة.

*

# اخونجية المخلافي في تعز ليست كاخونجية الآنسي في صنعاﺀ لقد قاوم المخلافي في تعز ليس عن اخونجية ولو قاتل عليها للاذ فرارا مثل الانسي .

*

# في المخلافي بقية نخوة وغيرة شافعية ضد هيمنة الزيدية.. الدين في ثقافته مجتمع … اما الانسي فزيدي تاخون وتتكثّف فيه ثقافة التفاهة والتافهين فلم يحافظ على موروث أجداده ولم يفي لما دخل فيه فصار الدين في ثقافته جماعة لا مجتمع يكره أهل السنة ويلبس ثوبهم والشوافع يدركون ان سبب فشل اخوان اليمن ان نخبتهم القائدة زيدية تأخونت . قد لاتكون الان زيدية مذهبية لكنها لن تفرّط في نفوذ الزيدية العصبوية

*

# ولان اعلام الجزيرة لا ينتصر لقيم العدل بل لقيم الدفع فقد كرّمت حمارا ولم تنقل خبرا عن مئات الالاف من البشر في الجنوب نشدوا العدل وينشدونه نشدوه بالسلم ثم نشدوة بالمقاومة وينشدونه الان بالسلم ولم تلتفت لهم خنزيرية الجزيرة لا لسلميتهم ولا لمقاومتهم… رغم ان لهم في كل شعبٍ…وكل وادي.. وكل طريق ..وكل شارع.. ليوث تقصر رقبة مقاومة المخلافي ،التي احترمها ، ازاﺀها لم تلتفت لها ولهم الجزيرة لانها مقاومة لايقبلها اعلام التافهين فالمقاومة الجنوبية ليست شيئا للبيع.. في عرف اعلام كل شيئ لديه للبيع

*

# ومن انماط التفاهة سخرية المحامي خالد الآنسي من المليونية الجنوبية المطالبة بحق شعب الجنوب في الاستقلال فارهبه العدل في جموعها فكتب :

” حين يقف حمارا في تعز مع حق الناس فيها في الحرية والكرامة فانه يكون اولى من مليار حركوش اجتمعوا لتقديس جلاديهم ولرفع صور من داسوا على كرامتهم وصادروا حريتهم وسفكوا دمائهم ”

*

# انه الانتماﺀ الاعمى لجسم ما حتى وان كان يقزز عفونة ..يجعل المنتمي اليه يمارس الكذب البواح والسخرية الحمارية ولا يخجل ..هؤلاﺀ القتلة في الجنوب عندما كانوا وحدويين كانوا قادة وطنيين لم يقل هو ولا غيره حينها ان ايدبهم ملوثة بالدماﺀ ، لكن لنّا عاد لهم وعيهم بهويتهم ووقفوا مع شعبهم المطالب ببناﺀ دولته فذلك الشعب كله عبارة عن حراكيش يطالبون بعودة القتلة … اذا صح اعجاز الانسي العلمي ، وهم مولعين بالاعجاز ، فالمعنى ان قتلة ماقبل الوحدة في الجنوب كانوا ارحم بشعب الجنوب من قتلة مابعد الوحدة !!

*

# عندما صرخت الحرب اين رجالي ؟ لاذ الانسي واخوانه هربا ولسان حالهم يقول ” لا طاقة لنا بجالوت ” لكن ّ ليوث الجنوب هبّوا واغلب الاحياﺀ منهم كانوا في المليونية الا من اختاره الله لجواره أو اوجب عليه الواجب ان يحرس ثغر .. وبهم ومنهم انكسر المشروع الصفوي بينما حمار تعز مازال ينقل الماﺀ بين حوض الاشراف والجحملية .. ولاننسى دور الحلفاﺀ في الجنوب … لكن دورهم كان أكثر واعمق في بلاد الانسي ولم يحقق شيئا على الارض لماذا ؟ … الجواب بالتاكيد عند حمار تعز ” وعند الحمير الخبر اليقين ”
# ليوث الجنوب لم ينتظروا تكريما تتساوي فيه منزلتهم ومنزلة حمار لان كرامتهم في تحقيق عدل الحرية وبناﺀ دولة ينشدونها دفعوا ويدفعون مهرها غاليا.
# الوحدة واجب اجتماع في الاسلام لا ننكره .. لكنها اذا تعارضت مع واجب العدل فان الاسلام يقدّم واجب العدل عليها هذا المعيار ينطبق على وحدة اليمن مع الجنوب العربي … وهو مالا يدين به الانسي وزمرته لله … فالدين عندهم ليس منهاج يوازن صراع الاضرار فيغلّب اهونها ضررا على اشدّها بل لوبي لصالح جماعة مهما كانت الاضرار فيه .. ومن هذا المنطلق تاخذهم العزّة بالاثم.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com