عين اليمن على جنوب اليمن

ضمير الجنوب الإسبوعي 2016/4/30م: سيناريو الإرهاب يضمحل في المكلا وينمو في المنصورة وزنجبار

المشهد الجنوبي الأول/خاص

شهدت مدينة المكلا وضواحيها اسبوعاً ساخناً من المعارك الدامية التي دارت بين عناصر تنظيم القاعدة والقوات المشتركة من الإمارات العربية والمقاومة الجنوبية سقط خلال هذه المعارك المئات من القتلى والجرحى من الطرفين وخرجت المعارك بالوصول لإتفاق يسمح للقاعدة بالإنسحاب من المكلا بعدتها وعتادها .

عسكرية

وقد انسحب عناصر التنظيم الإرهابي من مدينة المكلا وتوزع في مدن جنوبية أخرى أهمها مدينتي جعار وزنجبار بأبين اللتان استقبلتا أعداداً هائلة من عناصر التنظيم بسياراتهم المدججة بجميع أنواع الأسلحة .

يتمركز نشرتنا الأسبوعية لـ “ضمير الجنوب الإسبوعي” حول هذا الحدث والذي يعتبر الموضوع الأكبر في الجنوب هذا الإسبوع، رغم حدوث أحداث وجرائم أخرى تستحق التحليل والقراءة وتفصيلها بشكل واسع كجريمة مقتل الشاب عمر باطويل الذي هزت كل الشارع الجنوبي بل العربي والإسلامي .

المكلا

يتضح أن الأحداث تتابع والجرائم الإرهابية تتسع رقعتها في الشارع الجنوبي يوماً تلو الآخر وبمرور الزمن بسبب غياب بل انعدام الأمن الذي يحفظ للوطن أمنه واستقراره، ففي فجر يوم السبت الموافق23-4-2016م، شنت مقاتلات الاباتشي التابعة للتحالف العربي غارة جوية على سيارة مفخخة وضعت بجوار احد مساجد الكود بأبين أدت الى تدمير أجزاء كبيرة من المسجد إثر انفجار السيارة
كما اقتحم عناصر تنظيم القاعدة مستشفى الرازي العام في مديرية خنفر بمحافظة أبين وأجلو كل المرضى الذين يتلقون العلاج في المستشفى من أجل معالجة جرحاهم .
وفي عدن اختطف عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابي أحد تجار مدينة عدن وهدد بقتله ان لم يتم تلبية مطالبهم ودفع مبلغ قدره 8 مليون ريال، حيث أظهر المجرمين فيديو مصور يوضح نذالتهم وحقارتهم .

أما محافظة لحج فقد يعود مشهد الإغتيالات للواجهة من جديد، حيث قام عناصر تنظيم القاعدة باغتيال الشيخ عبدالملك فارع العامري ولاذ منفذي جريمة الإغتيال بالفرار

وفي أبين أعلن مسلحو المقاومة الجنوبية سيطرتهم على مداخل مدينة زنجبار الا أن انسحاب عناصر التنظيم إليها مؤخراً أثبت تمسك العناصر بالمدينة، ونفذ طيران التحالف العربي بنفس اليوم عدد من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع تتمركز بها عناصر من القاعدة بالمكلا والشحر بحضرموت .

وفي يوم الأحد الموافق 24-4-2016م، نفذ طيران التحالف العربي غارات جوية على عناصر تنظيم القاعدة المتمركزة في مبنى المؤسسة الاقتصادية الحكومية، ومقر للمنطقة العسكرية الثانية، والقصر الجمهوري، وجميعها مقرات يسيطر عليها مسلحو القاعدة منذ أكثر من عام” حيث سقط سبعة قتلى وعشرات الجرحى من عناصر التنظيم إثر قصف الطيران.

التحالف يستهدف معسكر للقاعدة في حضرموت
التحالف يستهدف معسكر للقاعدة في حضرموت

كما قام عناصر التنظيم الإرهابي بمدينة المكلا بإغلاق الطريق الرئيسي في منطقة الغويزي مستخدمين قاطرات نقل النفط كحواجز بعد سماعهم بأن عناصر المقاومة الجنوبية وصلت الى مداخل مدينة المكلا .

أما في يوم الإثنين الموافق 25-4-2016م، فقد قام طيران التحالف العربي بشن غارة جوية على موقع لعناصر التنظيم الإرهابي في مدينة عزان بشبوة وفي المكلا قتل خمسة جنود وسقط العشرات من الجرحى أثر تعرض ناقلة جند تابعة لقوات النخبة الحضرمية لكمين بمنطقة المعاوص المدخل الشرقي للمدينة، كما قام التنظيم من بإعدام المواطن بكيل احمد فاضل بمدينة المكلا بعد اختطافه من مدينة جعار بإسبوعين بتهمة التورط في مقتل زعيمها جلال بلعيدي .
وفي عدن دارت اشتباكات مسلحة في منطقة السيلة بالشيخ عثمان وتبادل النار بين المسلحين بشكل كثيف بسبب تنازع المسلحين على البنك الحكومي ومحال تجارية مجاورة مملوكة لمواطنين شماليين تم البسط عليها خلال الحرب .

لتشرق شمس يوم الثلاثاء الموافق 26-4-2016م، بإندلاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة الجنوبية من جهة ومسلحي تنظيم القاعدة من جهة اخرى في مديرية المنصورة بمحافظة عدن.
كما أعلن عن تحرير المكلا من تنظيم القاعدة وباتت المقاومة الجنوبية وقوات التحالف تسييطر على معظم مناطق المكلا بعد إنسحاب القاعدة منها .

وفي يوم الأربعاء27-4-2016م، إستيقط العالم الإسلامي والعربي بجريمة هزت المجتمعات الإسلامية والعربية، والمجتمع الجنوبي على وجه الخصوص، جريمة مقتل الشاب عمر باطويل الذي اختطفته عناصر تنظيم القاعدة بعد متابعة منشوراته على الفيسبوك وقامت بقتله بتهمة الإلحاد، حيث تم العثور على جثته مرمية بعد يوم من إختطافه، الأمر الذي أثار ردود إستنكار محلية ودولية على مستوى الوطن العربي والأمة الإسلامية، لخطورة هذا الأفكار المتطرفة التي يحملها تنظيم القاعدة المسيطر على اجزاء كبيرة من الجنوب .

فويس

كما استقبلت مدينتي زنجبار وجعار كبرى مدن أبين بنفس اليوم العشرات من عناصر تنظيم القاعدة الهاربين من المكلا ليتخذو هذين المدينتين مأوى لهم.

وشنت طائرة أباتشي تابعة للتحالف العربي ضربات عنيفة على مواقع تابع لتنظيم القاعدة بمحافظة لحج ولم يتم التأكد بشأن حصول قتلى ونجاح العملية أم لا .

أما في عدن فقد تجددت اشتباكات عنيفة في مديرية المنصورة بين المقاومة الجنوبية وعناصر تنظيم القاعدة الإرهابي المتواجد في المدينة، يأتي ذلك بعد أن أعلنت السلطات الأمنية تطهير مدينة المنصورة من عناصر تنظيم القاعدة قبل اسبوعين من الآن، إلا أن هذه الإشتباكات المستمرة في المدينة أظهرت تواجد العناصر بقوتهم في المدينة .

كما قام مسلحي المقاومة الجنوبية بمداهمة منزل الإرهابي (حبيب العامري)، في الحوطة واعتقلته مع أحد مرافقيه حيث أن الإرهابي قيادي في تنظيم القاعدة ويعتمد علية في تسير أمورها في المدينة .

وفي يوم الخميس الموافق 28-4-2016م، شنت مقاتلات التحالف العربي، غارة جوية على مبنى الأحوال المدنية بغيل باوزير أدى الى إستشهاد 4 أشخاص على الفور.

أما في محافظة لحج شنت المقاومة الجنوبية حملة اعتقالات ومداهمات طالت عناصر القاعدة بمدينة الحوطة .

وبصورة تبعث للأسى للحالة الأمنية المخترقة والهشة في الجنوب تتكرت أحداث القتل والفوضى ومحاولات الإغتيال، حيث قتلت امرأة وزوجها اثر انفجار بالقرب من منزلهما بحي الطيارين بمديرية المنصورة في عدن، كما نجا القيادي في المقاومة الجنوبية (حريز الحالمي) من محاولة اغتيال بمدينة الشعب في محافظة عدن حيث انفجرت عبوة ناسفة بسيارته ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة نقل على إثرها إلى المستشفى مع عدد من الجرحى .

كذلك أيضاً نجا مدير أمن محافظة عدن العميد شلال علي شايع من محاولة اغتيال، والتي تسجل المحاولة الرابعة لإغتياله، حيث انفجرت سيارة مفخخة في بوابة منزله ولم تسفر عن ضحايا سوى اصابة أحد أفراد حراسته بجروح طفيفة .

أما نهاية الإسبوع يوم الجمعة الموافق 29-4-2016م، فقد نال مسلسل الإغتيالات من القائم بأعمال مدير شرطة المرور بعدن العقيد (مروان عبد العلي) برصاص مسلحي داعش في حي الممدارة بمديرية خور مكسر، ليتبنى تنظيم داعش الإرهابي عملية الإغتيال لاحقاً .

مدير مرور عدن

وقبل أن يختتم التقرير أحداثه هناك نقاط تم التركيز عليها ليتم تفصيلها بشكل أوضح أهمها:

1- إنسحاب القاعدة من المكلا وتمركزها في زنجبار وجعار أمر غير إعتيادي فقد شن الناشطون والكتاب الجنوبيون حملة انتقادات واسعة لقوات التحالف وقوات المقاومة الجنوبية حول السماح للقاعدة بالتمركز هناك، لأن عناصر القاعدة مجاميع إرهابية جلبت الويلات لأبناء الجنوب، ولإصرارها في نشر الفوضى والإستمرار بمسلسل التفجيرات والإغتيالات لا مقام لها في الجنوب وشددوا على ضرورة معاقبتهم وملاحقتهم ومكافحتهم حتى القضاء عليهم .

2- عودة الإشتباكات في المنصورة، أظهر عجز في قدرة قوات التحالف والمقاومة الجنوبية من القضاء على عناصر القاعدة في المدينة، وأن الحملة الإعلامية التي شنت في الأسابيع الماضية حول تطهير المنصورة كان لها مغزى سياسي ولا أساس لها من الصحة.

3- عدم قدرة قوات التحالف والمقاومة الجنوبية من القضاء على عناصر القاعدة في المنصورة، أظهر تداعيات حول ماجرى في المكلا، وتبادل اتهامات لقوات التحالف أنها جاءت لتستلم مدينة المكلا من عناصر التنظيم .

4- جريمة قتل الشاب “عمر باطويل” أظهرت التشدد الديني التي تفرضه عناصر القاعدة على أبناء الجنوب، والأخطر الإنتشار الكثيف لهذه العناصر حيث تستطيع الوصول إلى أي ضحية تريدها بكل سهولة، ومن جهة أخرى فإن الجريمة أوضحت أن أبناء الجنوب بيقفون ضد هذا التشدد والتطرف الديني، وأن حسن التعايش وحفظ الأمن لن يتم إلا بمكافحة العناصر الإرهابية والقضاء عليها .

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com