عين اليمن على جنوب اليمن

على طاولة العشاء ترامب يخبر الرئيس الصيني باستهداف قاعدة النظام السوري قبل بدء الضربة”تفاصيل”

واشنطن / متابعات :
اختار الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن يوجه الضربة العسكرية التي استهدفت قاعدة النظام السوري، في الوقت الذي كان يلتقي فيه لأول مرة الرئيس الصيني شي جين بينغ، وهو يزور الولايات المتحدة.
وكان الزعيمان على طاولة العشاء ليلة الخميس، عندما أخبر ترمب بنفسه الرئيس الصيني بما حدث، حيث أصدر تعليماته بتنفيذ الضربة وذهب ليجلس بجوار شي، وذلك بمنتجع “مار أيه لاغو” في بالم بيتش في فلوريدا.
وبحسب مصدر في البيت الأبيض فإن ترمب اجتمع مع فريقه في مجلس الأمن القومي الأميركي، ليقرر أمر الضربة، ويعرف التفاصيل من وزير دفاعه الملقب بـ “الكلب المسعور” بعد نهاية العشاء.
لكن هذه القصة بكاملها واختيار التوقيت لم تمر مرور الكرام على المحللين، وفق تقرير لشبكة بريتبارت الإخبارية ذات التوجه اليميني المتطرف، والتي كان ستيف بنون يشغل رئيس تحريرها إلى ديسمبر الماضي.
الغريب أن بنون تمت إقالته من مجلس الأمن القومي الأميركي قبل يوم واحد من ضربة سوريا، وهو موضوع غامض لحاله، وقد كان الرجل ولا يزال مساعد الرئيس الأميركي.
والإقالة المعنية تتعلق بعضويته في مجلس الأمن القومي منذ 28 يناير 2017، حيث عزل يوم الأربعاء الماضي، قبل يوم من الضربة، برغم أنه ظهر يجلس متطرفاً في الصورة التي تم نشرها لترمب وهو يتابع نتائج الضربة على شاشة تلفزيونية.
كتب موقع بريتبارت يشير إلى “أن الرسالة لن تضيع طريقها إلى الرئيس الصيني، الذي من المتوقع أن زيارته تشمل العديد من القضايا، لا سيما فيما يتعلق بالتهديد الكوري الشمالي ونظامها من الصواريخ الباليستية، كذا التوسع البحري الصيني الطموح في الجزر الاصطناعية بالمياه الدولية”.
ونقل الموقع عن الجنرال المتقاعد جاك كين، نائب رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي السابق، نقلا عن موقع فوكس نيوز قوله تعليقا على تصرف ترمب: “إنه يفعل ما يقوله.. إنه يرسل رسالة إلى الصينيين”.
وأضاف كين أنه “يريد أن يقول للصين اسمعوا جيدا.. إن الكوريين الشماليين يريدون أن يفرطوا في الصواريخ الباليستية، ويستخدمونها ضد بلدي وشعبي. لذا من فضلكم لا تدفعوا بي إلى حافة الزاوية حيث سأكون مضطرا إلى التعامل بهذا الشكل، وأستخدم الخيار العسكري. سيكون ذلك مخيفا، وهذا يعني دون شك الحرب في شبه الجزيرة الكورية”.
وقال كين: “أعتقد انه سيحظى باهتمام الصينيين، من وقع ما حدث، فالأمر هنا لا يتعلق بالنظريات والبلاغة الكلامية، فقد تم تجريب ذلك لثماني سنوات وليس من نتيجة سوى السلبية، والآن حان وقت الفعل”.
وقد نشر موقع بريتبارت هذه الإفادات ضمن مقال للكاتب جويل ب. بولاك كبير المحررين بالشبكة نفسها، الذي يعتبر من المؤثرين في الرأي العام خلال عام 2016 المحتدم بالأحداث، وقد صدر له للتو كتابه الجديد “كيف فاز ترمب: القصة الداخلية للثورة”.
وذكرت صحيفة غارديان البريطانية، مقالا بعنوان “توقيت الضربة مع العشاء يترك للصين أن تعيد تقييم ترمب”، نقلت فيه تصريحا لـ”تايلور فرافيل”، وهو أستاذ مشارك في العلوم السياسية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، قال فيه: “لا بد أن الصين تشعر بالضيق أن الضربة تمت بالتزامن مع أول زيارة لرئيسها، للقاء ترمب والاجتماع معه، بل خلال تناول طعام العشاء، وحدث ذلك في الوقت الذي يفترض أن يسعى فيه الرئيس شي لتعزيز صورته كزعيم قوي على المسرح العالمي”.
لكن بوني غلاسر، مديرة مشروع الطاقة الصيني بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، علقت على تزامن الغارات مع وصول الرئيس الصيني شي إلى فلوريدا، نافية أن يكون الأمر مخططا له “من وجهة نظري”.
لكنها عادت للقول: “لكن بالضرورة فإن ذلك يرسل إشارة إلى شي جين بينغ أن هذا هو الرئيس الذي يُعنى بالأفعال، وأنه لن يجلس ويقضي وقتا هائلا بلا طائل، فهو يؤمن بالعمل والحزم جدا”.
وترى صحيفة غارديان أن هذا الفعل برمته يعزز موقف ترمب مع الصين من خلال أمرين؛ الأول أنها أعطت مصداقية أكبر للتهديدات الأميركية الأخيرة باتخاذ إجراءات لوقف برامج كوريا الشمالية النووية والصاروخية، بدعم صيني أو بدونه.
والأمر الثاني، أنه بعد أن كان ترمب قد فشل في مغازلة تايوان على حساب الصين، فقد قال الصينيون إن ترمب يثبت باستمرار أنه “نمر ورقي”، والآن يثبت العكس فقد انتفض النمر.. “وبشكل عام فإن أمر الضربة على سوريا لابد أن له أثره على المناقشات حول الموضوع الكوري الشمالي. كذلك فإن هذه الخطوة الترمبية سوف تعيد حسابات الصين ونظرتها في العسكرة المزعومة لبحر الصين الجنوبي”.
وفي عهد أوباما تعزز شعور بأن أميركا لا ترغب في أية مواجهة عسكرية مع الصين، ولكن الآن ربما تتغير هذه النظرة، بعد هذا التصرف الذي قام به ترمب، والأمر برمته يتعلق بالطريقة التي سوف ترى بها الصين الرئيس الأميركي بعد اليوم، ولاشك أنها سوف تكون مختلفة عما قبل عشاء يوم الخميس”.
وقد حاول تشو فنغ، وهو خبير فى العلاقات الدولية من جامعة نانجينغ، أن يخفف من أهمية الهجمات الأميركية، وقال: “إنه لا توجد صلة بين الضربات وبقاء شي فى مار أيه لاغو”، ووصفها بأنها “مسألة تخص الولايات المتحدة”.
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com