بريد خور مكسر سماسرة وفاسدين وتماطل في مرتبات المتقاعدين

بقلم/غمدان الشعيبي

في زيارة مفاجئة لي الى بريد خور مكسر الواقع بجانب ساحة العروض في العاصمة عدن شاهدت الكثير من الآباء يتوافدون الى مكتب البريد وأغلبهم كبار السن الذين لا يستطيعون ان يمشون إلا على التعكيز لما يتجاوز أعمارهم الى سبعون عام واكثر من هذا باحثين عن رواتبهم التي حرموها منذ 5-4 أشهر .

حيث وعند وصولي إليهم سألتهم عن الحال فأجابوني بقهر :ليتنا ما ولدنا على هذه الأرض التي لا نجد فيها بشر رحماء ولطفاء وحتى كلمات طيبة فحدثوني كيف يعانون وعن حالهم المأساوي فكان حديثهم مؤلم جدا يجعل القلب يقطر دما ويجعل العين تقطر حزن ، فكان حديثهم ان سبب تأخير رواتبهم هو وجود سماسرة بشكل كبير بينما يملكون فساد من الدرجة الأولى يجعل المتقاعدين الذين يذهبون يوميا الى البريد حسب وعود موظفي البريد يموتون قهرا وجوعا،

وحدثني احد المتقاعدين ان موظفي البريد كانت لهم أعذار كثيرة منها لا توجد فلوس في البريد وثانيآ سنصرف لكم الأسبوع القادم وثالثا هناك أوامر من رئيس الوزراء منتظرين ان يعطينا الصلاحيات للصرف وكثير من الأعذار التي لاتسمن ولا تغني من جوع ،وحدثني قائلآ :هناك سماسرة في البريد بشكل فظيع يتلاعبون برواتبنا كل يوم ولا يعطونا رواتبنا سريعة او حسب الطوابير كما تعودنا سابقآ إلا بدفع لهم 5 الف على كل شهر و اذا اعطونا حق ثلاثة أشهر لازم ندفع لهم 15 الف رغم ان رواتبنا لا تتجاوز 25 الف وصابرين وصامدين عليها 5 أشهر في ظل حرارة الشمس والجوع والعطش تلتهب أجسامنا ، واذا رفضنا ان ندفع لهم أرغمونا بالطوابير وقبلنا طلبهم وعندما نصل إليهم بعد إنتظار اكثر من 6-7 ساعات تعذروا لنا قائلين لقد كملت الفلوس ارجعوا يومآ آخر وهكذا السيناريو يتكرر يومآ تلو يوم ،

وأختتم أحد المتقاعدين قائلآ :نحن تحملنا وصبرنا وأجبرنا أنفسنا على الصبر لكن من المؤسف الذي أبكانا جميعآ هو ان أمهاتنا وبناتنا يبكين قهرآ وكل يوم يأتينا الى البريد ويقعدن تحت حرارة الشمس الى آخر ساعات من وقت الظهر ولا يجدين كلمة طيبة او احترام او وعود صادقة من موظفي البريد وحالهن يحرق قلوبنا ، وعند حديثة بالأخير : نحن منذ ان ولدنا من بطون أمهاتنا لم نشوف هذا الحال ولم نتوقعه أننا سنصل إليه،

لقد ماتت ضمائرنا وماتت عروبتنا عارآ عليهم وعلى أمهاتهم اللاتي ولدتهم على هذه الأرض الطاهرة والعفيفة التي دنسوها بأفكارهم وفسادهم القذرة .