عين اليمن على جنوب اليمن

إحذروا : قصة نصاب عدن الخطير

المشهد الجنوبي الاول|عدن

قبل حوالي شهرين يزيد عن ذلك أو ينقصه قليلا كنت عائد من مسجد أبي ذر الغفاري بخور مكسر – بعد صلاة المغرب – لمقر السكن في حي السفارات، وفي طريق العودة وبالتحديد أمام منزل الوزير واعد باذيب اتجهت نحوي سيارة تشبه “البرادو” أو قد تكون برادو..

افتكرت في البداية أنه صديق لي يمازحني ولكن عندما وقف طلع شخص اخر لا اعرفه له شعر أسود ومجعد يشبه شعر فيصل علوي وشارب كث وجسم ممتلئ واضح عليه النعمة والوقار يبدو في الخمسينات من عمره ووجه يميل للسمرة نوعا ما..

استوقفني: السلام عليكم

– فرديت له التحية باحسن منها

ثم باغتني بسؤال مفاجئ: عرفتني..؟

نضرت إليه بتمعن وقلبت صور الاشخاص الذي اعرفهم بذاكرتي ولم يظهر من ضمن القائمة وبتردد قلت له: لا والله..

فقال لي أنت من فين..؟

وبتلقائية قلت له: من الشعيب الضالع

– فسأل مرة أخرى: من فين من الشعيب؟

– أجبته من جبل القضاة

فرد عليا باقتضاب: ونعم

فسألته: تعرف جبل القضاة؟

– فرد عليا وهو يمسح شاربه: نعم انا من الشعيب

– سألته: منين من الشعيب..؟

فقال لي أنه خيلي من العوابل، عندما اخبرني أنه خيلي ومن العوابل رحبت به وقلت في نفسي هذا بلدياتي������

ثم طرح سؤال مثير: عاد شي قبيلة..؟

قلت: ابب أكيد وليش لا

فأردف سؤال اخر: شي باتعشيني..؟

قلت في نفسي ربما الراجل يختبرني فقط وعليك ياصابروف ان تبيض سمعت قبايل جبل القضاة..

– قلت له نعم اكيد باعشيك وليش لا..

فقال: يعني باتجيب لي حق العشاء..

دارت في رأسي الكثير من الأسئلة كيف يشحت حق العشاء ومعه سيارة آخر موديل ويبان من شكله أنه مريش وبزنس مان وشنبه بايسحب به قاطره طلع عقبة ثرة������

فقلت له بسذاجة وطيابة ابن الريف: على طول..

المشكلة حينها إني كنت مزنوق ماليا يعني على الحديدة وكنت تسلفت من أحد الأصدقاء ثلاثة ألف ريال، الف ريال اشتريت بها باقة نت للموبايل وبقي معي ألفين ريال..

– تحسست في جيبي ابحث حق العشاء فوجدت الألفين اللي باقي معي بالجيب وسلمتها له والقبيلة تتقارح من رأسي شرار فقلت له تفضل..

– فقال لي: والله انك قبيلي

– فقلت له الله المستعان انت صاحبنا ومعروف وخيلي..

طبعا لما سلمت له الفلوس مش من قلبي لله ولله، قلت يمكن الراجل يختبرني وبايرجعها لي ويمكن يردها مضاعفة..

الكثير من التحليلات دارت في رأسي بينما الألفين يتحسسها الراجل في يده وقد خرجت من جيبي بلا رجعة..

من بعد ماسلمته الألفين وأشاد بي إني قبلي اعصر مشى بسيارته ببطئ ونا واقف ومسنب ومطنن في مكاني وكأن على رأسي الطير، ومنتظر إنه يوقف ويرجع بالسيارة للخلف ليرجع لي الفلوس وممنيا نفسي بصوت: انتبه السيارة ترجع للخلف.

.. لكن السيارة مشت وتوارت عن الأنضار رويدا رويدا ولفت يسار من جنب معهد أمين ناشر واخر رمقة رمقتها برمش عيني بجانب لوحة إعلان للجامعة الوطنية – معنا الغد مشرق..

وفي نفسي أي غد مشرق أي جدتي دنا على الحديدة دنا مزنووووق..

الشي الطبيعي لما تعطي محتاج فلوس أو أي حاجه تشعر بسعادة، عكس هذا الشخص ما ان اختفى من أمامي حتى شعرت انني تعرضت للنصب ووقعت في الفخ، تذكرت العبارة الشهير: راحت فلوسك ياصابر..

لكنني كنت أواسي نفسي ربما قد يكون هذا الرجل محتاج ويمر بأزمة مالية خانقة ومن المستحيل ان يكون شحات وهو يملك اخر موديل..

ربما يلتقي بي مرة قادمة ويعطيني أضعاف مضاعفة للمبلغ الذي اعطيته..

على أمل ان يرد لي الجميل باحسن منه عشت أيام من الخيال، ولم اخبر أحد من الأصدقاء..

بعد أيام قليلة من ماحدث معي كنت في السكن “عزبة طلاب” اتصفح الجوال كعادتي، سمعت احد اصدقائي وهو طالب في الطب وكان عائد

ا من مطعم “السومحي” في ساحة العروض وطبعا مطعم السومحي هو من أشهر وأفضل المطاعم في عدن للحم المندي والمفروم والمضغوط والممرق والدجاج البلدي، إذا كنتم في عدن فلا تفوتكم فرصة الذهاب إليه .. الأماكن معدودة والبرم محدودة .. احجزوا مقاعدكم من الان .. يقع في ساحة العروض بجانب المركز اليمني للرياضة( هههه فقرة إعلانية ودعائية������������)..

المهم صديقي رجع للسكن وهو يصيح ويضرب كفا بكف: حرام ماطعمت الغداء ولا داري أيش تغديت..

قلنا له أيش حصل..؟

قال: تعرضت لمنكح كبييير..

طبعا هو مطوع ومعه دقن كبير برضه..

فسألته بسخريه: من اللي نكحك وامطوع..؟

– فضحك وضحكنا جميعا وضحكت التلفونات والشاحنات فتذكرت الألفين حقي اللي مع الراجل فبكيت������

فسرد صديقي المطوع قصته قائلا: تغديت وخرجت من مطعم السومحي وأخذت لي “حلايه – يونكرس” ومشيت فجأه وقفت امامي سيارة وبها شخص سلم عليا فسلمت عليه..

صاحب السيارة سأل المطوع عن مكانه وماذا يدرس..

اجاب المطوع عن جميع الاسئلة وأنه من منطقة “المعاريض” منطقة قريبة لحرير..

– فقال صاحب السيارة للمطوع: هل تعرفني..؟

– فقال المطوع: لا

– فقال صاحب السيارة: الله المستعان، طيب تعرف فضل الحريري؟

( طبعا فضل الحريري تاجر وصاحب “صيدليات الحريري” المعروفة)

– رد المطوع: اسمع عليه ولكن لا اعرفه شخصيا.

فقال صاحب السيارة: انا من حرير وفضل الحريري بن عمي..

ثم قال للمطوع: شي عاد قبيلة شي باتغدينا..؟

يقول المطوع بعد ما استفزني باسم القبيلة خرجت له خمسة ألف حق الغداء وكمان جبت له الحلاية اللي كنت اشتريت..

طبعا المطوع كان شعوره نفس شعوري أنه يختبره وبايرجع له الفلوس وبايردها مضاعفة..

بعد ما انتهى المطوع من سرد قصته وكانت مشابهة لقصتي طرحت عليه بعض الأسئلة..

– سألته: هل السيارة تشبه البرادو..؟

– فقال المطوع: نعم

– سألته: سائق السيارة يبدو عليه الاحترام والوقار والنعمة وعمره في الخمسينات..؟

– فقال المطوع: نعم

– سألته: هل شعره مجعد يشبه شعر فيصل علوي..؟

– فقال المطوع: نعم

– سألته: له شارب كث ممكن نصنع منه مكنس منزلي..؟

– فقال المطوع: نعم

فقلت للمطوع: لم ينكحك وحدك، لقد نكحنا جميعا مثنى وثلاثا ورباعا������������

فعلت الابتسامة على وجه المطوع بعد ان وجد معه ضحية أخرى يشاركة الخيبة ولطم الخدود وشق الجيوب.

الملاحظ في الموضوع عندما التقيت به واخبرته انني من الشعيب قال لي أنه من الشعيب ومن آل الخيلي، وعندما التقى به صاحبي المطوع وعرف ان المطوع من حرير قال أنه من حرير وقريب لصاحب صدليات الحريري..

وربما لو التقى شخص من منطقة ومحافظة اخرى لقال لهم أنه منها فاحذروه..

طبعا قبل يومين كنا عائدين من المسجد – انا والمطوع وصديق اخر يدرس في كلية الهندسة – شفت سيارة نفس سيارة الشخص النصاب والمحتال – صاحب الشعر المجعد – فقلت للمطوع: الشخص الذي نصب علينا سيارته تشبه هذه السيارة..

– فقال المطوع: أيوووووه

صديقنا الثالث صاحب كلية الهندسة لم يكن قد علم بقصتنا، وعندما سمعنا نتحدث عن صاحب السيارة والنصب والاحتيال بدأ يستفسر مننا وحكينا له ماجرى..

فقال لنا: هذا التقيته قبل يومين امام معهد أمين ناشر دخل معي في حوار ومن ثم طلبني حق العشاء فتعذرت أنه لاتوجد معي فلوس، والحقيقة كانت كانت معي فلوس ولكن تنبهت لهذا الموضوع ﻷن احد اصدقائي تعرض للنصب بهذه الطريقة في شارع التسعين بالمنصورة.

يلاحظ من ماحدث ان هناك الكثير من الضحايا قد وقعوا فريسة لهذا الشخص أو غيره ممن يمتهنون هذا الأسلوب في النصب والاحتيال على الاخرين، فلذلك عليكم الحذر منهم..

– المهم ياجماعة الخير لي شهرين كلما شفت سيارة “برادو” اتبعها زي الكلب لعلي اجد صاحب الشعر المجعد لاقتبس منه نورا أو ريالا

اقرأ المزيد من عدن الغد | إحذروا : قصة نصاب عدن الخطير https://adengad.net/news/254749/#ixzz4eWj1Tx5y

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com