عين اليمن على جنوب اليمن

ضمير الجنوب الأسبوعي 13-5-2016م – الإخوان والقاعدة والأمريكان سيطرة وانتشار في الجنوب واتهامات من يدعم تنظيم القاعدة في الجنوب ؟

المشهد الجنوبي الأول/تقرير خاص

 

معظم الأحداث التي دارت هذا الأسبوع، في المدن الجنوبية، أحداث لها خلفياتها الإستراتيجية وتداعياتها في الصراع العالمي، خصوصاً مع العودة الأمريكية، المتمثلة بإنزال قوات وجنود أمريكيين في الأراضي الجنوبية، لفرض سيطرتهم على المناطق الإستراتيجية الهامة في الجنوب اليمني، والمنطقة ككل.

كما يستمر تنظيم القاعدة المصنف محليا وعالمياً بالإرهابي في الجنوب، بممارسة مهامة منذ العام الماضي، ويعلب دوراً يعد الأقوى، حسب مراقبون، من نواحي السيطرة الجغرافية، وتأثيره في الأحداث، مستمراً في قتل العسكريين والمدنيين والقادة الجنوبين، ممهداً للمرحلة الثانية، التي اقتضت بإنزال القوات الأمريكية في عدن وبقية المدن الجنوبية، بذريعة مكافحة الإرهاب .

ويعتبر مراقبون، أن للإخوان المسلمين، نصيب وافر من التأثير في الأحداث، حيث تظهر للسطح في هذا الأسبوع، تحركات حزب الإصلاح، كونه الحلقة الأضعف مع مجيئ الولايات المتحدة وانتشارها بمعية القوات الإماراتية، وبحسب مراقبون فإن صراع الإخوان والإمارات سيزداد يوماً بعد يوم، حيث يلاحظ ان حزب الإصلاح، يسعى لكسب أكبر قدر من المصالح على حساب الجنوبيين.

لبنانية
وابتدء هذا الأسبوع بصراع إماراتي إخواني، ظهر جلياً، حيث كتب الفريق ضاحي خلفان، نائب رئيس شرطة دبي يوم السبت الموافق 7-4-2016م، على صفحته في موقع التواصل الأجتماعي تويتر تغريدةً هاجم فيها جماعة الإخوان المسلمين، واتهمهم بالوقوف مع الجماعات الإرهابية في البلدان العربية .

حيث قال: “أسست جماعة الإخوان لتفريق وحدة الصف في مصر إبان عهد الاستعمار لضرب القوميين بالليبراليين.. ونجحت الفكرة.. مؤكد: أكثر الجماعات المتطرفة تأييدا للدواعش- الإخوان.. الله لا يبارك في اخوان الشر.”

وفي حضرموت قامت المقاومة الجنوبية، بإفشال هجوم إنتحاري بسيارتين مفخختين بمنطقة “ضبة” النفطية، شرق المكلا،وتم اعتقال المحاولة الأخرى قبل انفجارها .

كما قام مسلحين مجهولين، يرجح بإنتمائهم لتنظيم القاعدة، باغتيال قائد معسكر بدر في “خور مكسر” ادت العملية لمقتله مع أثنين من مرافقيه، في السياق ذاته تم اغتيال جندي في “المنصورة” .

أما في المكلا فقد عثرت المقاومة الجنوبية وقوات النخبة الحضرمية، على وكر لعناصر تنظيم القاعدة، يحتوي العديد من الأسلحة، حيث أن الغريب في الأسلحة التي عثر عليها رجال المقاومة، لا يمتلكها سوى “قوات التحالف” فقط، ما جعل مراقبون يتهمون جماعة حزب الإصلاح بالتواطئ مع تنظيم القاعدة وتسليحه من الأسلحة التي تزودها قوات التحالف للمقاومة الجنوبية .

اسلح

يُذكر أنه بعد البحث والتحري في ذلك، من خلال قوات التحالف المساندة للمقاومة الجنوبية وقوات النخبة في حضرموت، تم توجيه الإتهام لحزب الإصلاح الإخواني، الذي يقاتل في صفوف قوات التحالف في تعز ببيع السلاح، الذي تلقته دعماً من قوات التحالف، لتنظيم القاعدة، لتستخدمه في تمرير أطماعها على حساب الجنوبيين .

إلى ذلك هاجم عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، بسيارتين مفخختين القوات الموالية لهادي في منطقة الضبة بمحافظة حضرموت.

كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحي المقاومة الجنوبية وعناصر القاعدة الإرهابي في منطقة الحسيني بمحافظة لحج.

وفي حملة أثارات ردود أفعال محلية ودولية، واستنكرها كل طبقات المجتمع، واعتبروها حملة تتصف بالعنصرية، احتجزت “المقاومة الجنوبية” 840 شخص من أبناء المحافظات الشمالية في عدن، الأمر الذي دعى السلطة في عدن لإنكار ذلك ووصفها بالعملية الأمنية، وهذا ما أنكره أطراف عديده في المقاومة الجنوبية، حيث رأت تدخل الإمارات زاد عن المحتمل .

وننتقل إلى المكلا، حيث يحوم حائم الأمريكان المحتلين، الذين يحاولون جعل اليمن لقمة صائغة في أيديهم، تم إنزال 200 جندي أمريكي، من قوات المارينز، ليحلوا محل عناصر تنظيم القاعدة في المكلا .

وفي يوم الأحد، الموافق 8-5-2016م، اطلق مسلحو تنظيم القاعدة الرصاص، على سيارة نجل مدير أمن لحج المعين من قبل هادي بمدينة المنصورة بعدن.

كما اغتال مسلحو التنظيم مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية حبان بمحافظة شبوة عبدالله العولقي ومرافقه علي الكازمي الخليفي في أحد شوارع مدينة عتق.

وحدثت اشتبكات عنيفة في حي المساكن بالمكلا، بين المقاومة الجنوبية و القاعدة، أدى إلى قتلى وجرحى بين الطرفين، وتم القبض على مجموعة من عانصر تنظيم القاعدة .

أما في عدن، فقد كشف مصدر خاص بمصافي عدن، أن الاحتياطي النفطي الخاص بمحطات الكهرباء، والموجود بخزانات المصافي بعدن سوف ينفذ خلال اليومين القادمين.

ويأتي يوم الإثنين الموافق 9-5-2016م، بإشتباكات عنيفة بين أفراد المقاومة الجنوبية، ومسلحين مجهولين، في ملعب 22مايو وجولة سوزوكي، باتجاه خط العريش، في خور مكسر

واستمراراً لما تُسمى الحملة الأمنية، التي يتم فيها ترحيل الشماليين، قام مسلحون يتبعون المحافظ عيدروس الزبيدي، باقتحام سكن الطلاب، في معهد أمين ناشر وسكن طلاب كلية الطب حيث قامو بفرز الطلاب المنتمين للمحافظات الشمالية تمهيدا لترحيلهم.

كما قامت عناصر المقاومة الجنوبية، بمداهمة سوق الخضار، بمدينة المنصورة في عدن، والقت القبض على مواطنين شماليين، ومصادرة بسطات الخضار التي يمتلكوها .

وأدانت نقابة الصحافيين اليمنيين فرع محافظة عدن في نفس اليووم تهجم المدعو “صلاح البكري” على مقر وكالة سبأ فرع عدن.

ونظراً لما تمثله دور منظمات المجتمع المدني، في إنعاش القانون والمبادئ الإنسانية، دعت منظمات المجتمع المدني يوم الثلاثاء الموافق 10-5-2016م، في محافظة عدن، إلى وقفة احتجاجية للمطالبة بأستئناف العمل في المحاكم والنيابات بالمحافظة.

ويعود مسلسل الإنفجارات للواجهة من جديد، حيث انفجرت عبوة ناسفة، بسيارة قائد جهاز قوات الأمن الخاصة، المعين من قبل عبد ربه منصور هادي، العميد فضل باعش بمحافظة عدن

كما شهدت شوارع عدن، نظراً لإنقطاع التيار الكهربائي قيام محتجون بقطع شوارع المنصورة والشيخ عثمان، واشعال النيران، مطالبين الجهات المسؤولة بتوفيرالتيار الكهربائي للمواطنين.

أما في حضرموت، فقد عثرت عناصر المقاومة الجنوبية، على كمية كبيرة من المتفجرات، في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت .

وفي يوم الأربعاء الموافق 11-5-2016م، ألقت المقاومة الجنوبية في حضرموت القبض على ثاني رجل في تنظيم الإخوان حزب الإصلاح، يدعى “عبد الله اليزيدي” والقيادي “أحمد رعود”، عقب وجود دلائل على تورطهما، في تبني التنظيمات الإرهابية وتوفير الأسلحة وتهريبها لهم في جنوب اليمن .

وفي عدن، حيث يستمر تنظيم القاعدة بحصد أرواح الأبرياء، والشخصيات الجنوبية البارزة، فقد عُثر على جثة ناشطة جنوبية، مرمية جوار دار المسنين، بالشيخ عثمان، حيث ترك مرتكبي الجريمة نقطة تساؤل حول علاقة قتل الناشطة بجريمة دار المسنين.

 

ناشطة

 

وننتقل إلى حضرموت حيث استهدفت سيارة مفخخة، موكب قائد المنطقة العسكرية الأولى اللواء عبدالرحمن الحليلي، حيث أصيب بجروح طفيفة إثر الإنفجار، كما قتل وأصيب عدد من مرافقيه، والقت قوات المقاومة الجنوبية بالشحر القبض، على احد قيادات تنظيم القاعدة “محمد الغرابي” ومرافقين له متنكرين بزي نسائي في أحد نقاط المنطقة.

وقام عدد من أفراد أحد النقاط التابعة للمقاومة الجنوبية، في ضواحي مديرية الملاح، محافظة لحج، بقطع الخط العام، الرابط بين محافظة لحج ومحافظة الضالع والمحافظات الأخرى، بسبب قيام عدد من افراد حراسة موكب مسؤول حكومي، بمحافظة لحج بالاعتداء عليهم، أثناء قيامهم بتأدية واجبهم الأمني .

كما سادت حالة من التوتر شمال عدن، في محيط معسكر زايد بمديرية دار سعد، بعد فشل جهود تفاوض كان الهدف منها اقناع قيادي في المقاومة، بتسليم معسكر بحوزته، إلى قوات الجيش حيث فشلت وساطة أولية في اقناع القيادي في المقاومة “مهران القباطي” بتسليم معسكر لواء زايد بدار سعد إلى قوات الجيش بناء على طلب من قيادة قوات التحالف العربية ونقلت مصادر محلية أن مسلحين موالين للقباطي أحاطو بالمعسكر متأهبين لأي طارئ يمكن أن يحدث بين القباطي وممثلي قوات التحالف.

وقامت المقاومة الجنوبية بعدن بإعتقال الصحفيان مرزوق ياسين ورضوان فارع، ضمن الحملة التي تنفذها المقاومة الجنوبية بعدن، رغم ابرازهما هويتهما الصحفية والشخصية، الأمر الذي استنكرته نقابة الصحفيين، حيث أصدروا، بيان عنهم يُدين القيام بمثل هذه الأعمال ويستنكرها .

أما في يوم الخميس، الموافق 12-5-2016م، وصل أحمد عبيد بن دغر وحكومته، إلى مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، في أول زيارة رسمية لوفد حكومته للمحافظة بعد انسحاب عناصر تنظيم القاعدة من المحافظة، بغرض بيع نفط حضرموت، حيث استقبله محافظ المحافظة وجراء إجتماع بين حكومة بن مع قيادات المحافظة، طالب فيها أحمد عبيد بن دغر ببيع كمية النفط المخزونة في ميناء المكلا والبالغة ثلاثة ملايين برميل نفط وتحويل قيمتها البالغة 120 مليون دولار إلى حساب خاص بحكومته.

بن دغر

وقامت قوات اماراتية، مسنودة بعناصر أجنبية تابعة للمارينز الامريكي، بشن حملة اعتقالات واسعة في مدن وبلدات محافظة حضرموت، حيث داهمت المساجد واعتقلت عشرات من العلماء والخطباء في حضرموت والجنوب عموما بذريعة التعاون مع تنظيم القاعدة .

وفي يوم الجمعة 13-5-2016م، عاودت عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي، انتشارها في شوارع جعار وزنجبار، كبرى مدن محافظة ابين، حيث قد أبرمت صلحاً مع السلطات المحلية، يقضي بانسحاب عناصر التنظيم، من هذه المدن في الأسبوع الماضي، الا ان التباطئ الكبير من قوات التحالف وهادي حول عناصر التنظيم، قد أعادهم إلى المدينة، لغرضاً يرى مراقبون أنهم يقضونه لصالح التحالف والتواجد الأمريكي .

إلى ذلك خرج الآلاف من المواطنين الحوثيين المقيمين في العاصمة صنعاء عصر الجمعة، في مسيرة جماهيرية ملئت شارع الستين الجنوبي، تعلن رفضها للتدخل الأمريكي في الجنوب
وحملت المسيرة لوائح ولافتات، تطالب فيها بإخراج القوات الأمريكية التي نزلت في بعض المدن الجنوبية، أهمها المكلا وقاعدة العند، معتبرين ذلك عدوان آخر تشنه أمريكا على اليمنيين .

أما في المكلا فقد قامت قوات النخبه الحضرمية، بعمليات مداهمات لمنازل أشخاص مشبوهين، يعتقد بإنتمائهم لتنظيم القاعده بمنطقة شعب البادية بالديس، حيث أغلقت الشارع العام بديس المكلا بجانب الإشارة، ودخلت قوة كبيرة المنطقة، وجرت إشتباكات عنيفة بين الطرفين، حيث سُمع إطلاق النار من مناطق بعيدة، كما عثر على جثة القيادي بتنظيم القاعدة انور اليزيدي الملقب ” صينيا”، مرمية على الخط مقابل مدرسة الاخيار بغيل باوزير .

وبدأت السلطات المحلية في عدد من المحافظات اجراءاتها للتهيئة، لإعلان الأقاليم التي تشكل اليمن الاتحادي، حسب مخرجات الحوار الوطني الشامل الذي عقد بصنعاء 2013م، ولم يتم إكمال جزئية الأقاليم فيها بعد، وفق ما نصت عليه المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وكان مركز الإصدار الآلي الموحد لخدمات الشرطة في عدن، قد أستبدل ختوماته القديمة بختومات جديدة تحمل وسم “إقليم عدن” في تأشيرات تجديد جوازات المواطنين في الآونة الأخيرة، أثارت ردود أفعال محلية عديدة، كون الدستور الأقاليمي لم يخرج للإستفتاء الشعبي حتى اللحظة .

بعد سرد الأحداث، هناك مواضيع يجب التطرق لها، فربما أنها هي من تتحكم بالعمليات الإرهابية، في المدن الجنوبية وزيادة الإرهاب، يبنى على هذه المواضيع، ومن يدير العمليات الإرهابية في الجنوب و يتحكم بإدارتها، نجده داخليا في هذه المواضيع بشكل رئيسي أهم هذه المواضيع:

1- القاعدة صناعة أمريكية، وهذا ماصرحت به “هيلاري كيلنتون”، وعلى ذلك الأساس، يرى مراقبون أن سيطرة القاعدة على المدن الجنوبية، مستغلة الإنفلات الأمني فيها، هي مسرحية أمريكية، مستدلين بتصريحات “هيلاري كلينتون” ومقارنة ماحدث في أفغانستان سابقاً، ومن هذا المنطلق، قامت عناصر المقاومة، بمحاربتها والكفاح في طردها من بعض المدن الجنوبية، حتى أن الأمريكان عندما فقدوا تواجدهم الممثل بالقاعدة في أهم المناطق، بدأت بإرسال قوة خاصة بها الى المكلا، بذريعة مكافحة الإرهاب ومحاربة القاعدة، الامر الذي تراه فصائل الحراك مدعاة للمكافحة وتوجيه إصبع الغتهام للإدارة الأمريكية .

2- عناصر الإصلاح وعلاقته بالقاعدة، حيث ثبت في أكثر من جبهة مساندة ودعم حزب الإصلاح لتنظيم القاعدة، في اجتياح المدن الجنوبية، كما ثبت تورطه بدعم تنظيم القاعدة حيث عُثر على أسلحة للتحالف العربي بمخازن التنظيم، وحدث تبادل اتهامات بين قوات التحالف وحزب الإصلاح، وذلك يظهر أمرين، بحسب مراقبون:

إما أن يكون حزب الإصلاح صادقاً وهذا يعني أن التحالف هو من يدعم تنظيم القاعدة لأغراض خاصة، وهذا يستدعي إثبات تنظيم الإصلاح، بمحاربة تنظيم القاعدة مع دول التحالف في عدن وتعز وابين وحاليا في مأرب، وهذا ما لم يثبته حزب الإصلاح حتى اليوم .

الإوناني

 

الأمر الآخر أن تنظيم الإصلاح، هو الداعم والحاضن لتنظيم القاعدة، حيث يرى مراقبون أن نفس الأيدلوجية تحكم التنظيم الإخواني، وقيادات الإخوان هي من دعمت سابقاً الجماعات الإرهابية في أفغانستان عن طريق الفتاوى الجهادية، ووفق ذلك تثار شكوك كبيرة بشأن الدور الذي يلعبه التجمع اليمني للإصلاح “الإخوان المسلمبن”، في المدن التي يتركز فيها وجود القاعدة، وسط اتهامات له بإقامة تحالف معها في المكلا، كبرى مدن حضرموت، وهذا ما قد تسعى الإمارات خلفه لإستصدار عقوبات وملاحقات دولية بحقهم .

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com