عين اليمن على جنوب اليمن

انتظرنا كثيرا حتى ظهر (ضرس العقل)!!

بقلم/عياش علي محمد

الطفل المولود صبيحة 14 أكتوبر 1963م وصل اليوم عمره (54سنه) والذين شاركوا في اندلاع ثورة 14 أكتوبر 1963م وعمرهم كان (16) سنه وكانوا في سن المراهقة وصلوا إلى سن الشيخوخة 70 عاما ، رحلة الوهاد من المراهقة حتى الشيخوخة كلفت الجنوب كل ما يملك في الأرواح والأنفس والميراث المادي والاقتصادي والبشري حتى وصلنا في الأخير أن نخسر أنفسنا بعد أن لعبت أيادي الشر ببلادنا وتفرقنا حتى كنا تائهين من غياب حرصنا على بلادنا حتى كادت أن تصبح بلادنا جثه هامدة.
وفي ليلة واحده سلمنا الجنوب إلى حضن الشمال المليان بالشوك والإبر والسكاكين في وحدة مع ناس غير وحدويين وكلفتنا ليلة واحده بانضمامنا مع الشمال (25)  سنه حتى نسترجع استقلال بلادنا.
مرت على الجنوب رحلة طويلة خسرنا فيها النخب السياسية المتمكنة بمهاراتها السياسية وخسرنا كوادر ذات مؤهلات عاليه وجيشا كان يأبه الأعداء وبنية مؤسساتية قادرة على إشباع الجوعى ، وتحولت عدن إلى عقار للبيع والشراء .
وجاءت احتفالية الذكرى (54) لثورة 14 أكتوبر 1963م وجاء المجلس الانتقالي ليرسي (مداميك) الدولة القومية الجنوبية الجديدة، وجاءت الحشود المليونية لتطفي المباركة والشرعية للخطوات السليمة التي ستوصل الجميع إلى نهاية النفق الذي أدخلنا فيه قسرا وبدأ شعاع الشمس يتدفق إلينا وجاء ضرس العقل الذي انتظرناه طويلا كي يعيد لنا وعينا الذي غاب عن رؤوسنا مدة عقود من الزمن.
كان ضرس العقل  مقيدا تحت اللثة، حتى انشقت اللثة عن نفسها وظهر منها الضرس العقلي ليس على المستوى الفردي بل على المستوى الجماعي ويا ريت لهذه الضروس أن تستمر في فعلها الايجابي وتمنح الجنوبيين عقلا مستنيرا لا تخدعه الأحابيل ولا الحيل ولا لغة الكلام البلاغية فورا كل كلام جميل عدوا وخصما لئيما .
لقد بدأ التحول العالمي يصل إلى عدن والجنوب وتقسيم العمل الدولي بدأ تركيزه على عدن والجنوب بموقعه الجغرافي وثرواته السطحية والمائية وما تحت الأرض فالجنوب أرضا واعده تحمل ما تتطلبه الصناعات العالمية الحالية والمستقبلية من مواد أولية وعودة الاتجاه العالمي للتجارة العالمية إلى المحيط الهندي الذي تحتل عدن والجنوب موقعا حيويا فيه.
وهنيئا لضرس العقل انه عاد في الوقت المناسب.

 

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com