عين اليمن على جنوب اليمن

معلومات خطيرة… السعودية تقتحم الجنوب من بوابته الشرقية “المهرة” وتنشأ أكبر مركز لإنتاج التطرف في الشرق الأوسط.. والتيار السلفي الجهادي يعود لنبش القبور وتفجير الأضرحة – تقرير خاص

المشهد الجنوبي الأول/ خاص

في تطور مريب أثار حفيظة الجنوبيين في العلاقة مع حلفاء تحرير الجنوب كشفت معلومات خطيرة بتورط التحالف العربي في رعاية مراكز دينية لإنتاج التطرف في محافظة المهرة المحاذية لسلطنة عمان.

وبخلاف العادة التي جرت على يد حزب الإصلاح الإخواني في إنشاء مراكز دينية تدعم العنف والتطرف، تورطت السعودية والإمارات العربية المتحدة بنشر مراكز دينية تدعم المتطرفين في إطار تحركات أثارت تساؤلات الشارع الجنوبي، أهي لمواجهة التطرف الإخواني، أم لتنفيذ مشاريع جديدة لها علاقة بأجندات لا تتوافق مع أدبيات الجنوبيين وأحلامهم بإستعادة دولتهم.

وعلى غرار التواجد العسكري والفكري للسعودية في عدن والمحافظات الجنوبية ودعمهم للشرعية وحزب الإصلاح الإخواني وتكليفهم بحماية القاعدة وداعش “الفرع الجهادي للتيار السلفي المتشدد” اللذان تمكنا في فترة وجيزة من القضاء على أكثر القيادات الجنوبية المتمسكة بالقضية الجنوبية من أجندات حزب الإصلاح والسعودية وقطر في الجنوب، وصلت إلى تفجير الأضرحة والمعالم الأثرية و الدينية في عدن ولحج وأبين وحضرموت في الفترة بين “2015- 2017م” بفتاوى تتبناها مراكز دينية مدوعمة من السعودية, أنشأت السعودية أكبر مركز للسلفية في الشرق الأوسط بمحافظة المهرة بعد سيطرتها بقوة السلاح على عاصمة المحافظة وتغير المحافظ الذي رفض الإنصياع لها تلبية لمطالب المواطنيين.

وأصرت السعودية في 2015م على أطلاق مشروعها من عدن مستخدمة في سبيل ذلك المال والسلاح لدعم الشرعية وحزب الاصلاح والتنظيمات المتطرفة بأنواعها وكانت النتيجة أن نجحت شرعية هادي والحزب الإخواني في إدارة أعمال التنظيمات الإرهابية “القاعدة وداعش” لفترة وجيزة قضت خلالها على قيادات جنوبية بارزة كان لهم أثراً في مواجهة أجندات تتعارض مع القضية الجنوبية، أمثال المحافظ السابق “جعفر محمد سعد” والقيادي في المقاومة الجنوبية “حريز الحالمي” ونبشت قبور وأضرحة وفجرت معالم وقباب أثرية ودينية تعود للقرن الرابع والخامس الهجري، كتفجير قبة “الحبيب محمد بن صالح” في قرية الواسط بالشحر وقبة الحبيب “علي بن حسن العطاس” وادي دوعن وكلهما في حضرموت.

تعارُض السعودية والإخوان المسلمين لم يكن في الحقيقة واقعاً بعدما إنكشف الدور السعودي والإخواني في دعم السلفيين المتشددين”القاعدة وداعش” بالمحافظات الجنوبية وذلك بإعتراف عناصر من حزب الإصلاح الإخواني على يد رجال أمن جنوبيين دعمهم عدد من العمليات في محافظة عدن، إحداها إقتحام دار المسنيين بفتوى شيخ ينتمي لحزب الاصلاح وعند إنكشاف السعودية وقوفها خلف تلك الجماعات حاولت التخفيف من عملياتها خشيةً على إفشال المشروع وإحراق نفسها في الشارع الجنوبي المعارض لهذه الأعمال الإجرامية، لتعود السعودية بشكل مفاجئ من البوابة الشرقية للجنوب”المهرة” بيافطة أخرى أجبرت أبناء المحافظة القبول بها.

في نوفمبر من العام الماضي إقتحمت قوات سعودية مدينة الغيضة واشتبكت مع أبناء المحافظة أثناء محاولة القوات السيطرة على مطار “الغيضة” ومنفذ “شحن” وسيطرت مؤخراً القوات السعودية على المطار والمنفذ رغم رفض أبناء المحافظة والسلطة المحلية لذلك، وإصدارالقبائل بيانات للوقوف أمام هذه التحركات، وبأوامر من السلطات السعودية أصدر هادي قرار بتعيين محافظ جديد للمهرة موالي للسعودية.

وبدأت السعودية تنحرف متماشيةً مع المسار الإخواني والمتطرف المخالف للمسار الإماراتي المقبول في الشارع الجنوبي، في تنفيذ المشروع وجمعت لقاءات عدة بين سلفيين متطرفين في المحافظة وقيادات سعودية إنتهت بإعتماد إنشاء أكبر مركز ديني للسلفية المتطرفة في الشرق الأوسط في مدينة “قشن”، وباشرت بتجميع السلفيين من المحافظات اليمنية يترأسهم الشيخ السلفي المتطرف “يحيى الحجوري” الذي يعرف بإنحيازه للجماعات المتشددة، بعكس الشيخ الآخر والمشهور في السلفية “محمد الإمام” الذي يعادي الجهاديين “القاعدة وداعش” واتخذ من منطقة معبر بمحافظة ذمار مقراً له ولطلابه.

ويشير إختيار الحجوري لهذه المهمة وتكليفه بإنتاج جهاديين وتدريبهم أن المشروع السعودي سيعود للجنوب من بوابة المهرة وأن الفكر السلفي المتشدد يعزز تواجد القوات السعودية في عدن ومحافظات جنوبية أخرى .

وفي صورة توضح إمتعاظ الجنوبيين لهذه الخطوات الغير مسؤولة بدعم التمدد السلفي المتشدد في المحافظات الجنوبية، قال رئيس الوزراء الأسبق “خالد محفوظ بحاح” في تغريدة له على موقع التواصل الإجتماعي “تويتر”: نتابع ما يحدث في محافظة المهرة، وخاصة مديرية قشن.. إعادة إنتاج الجماعات الدينية تحت أعذار واهية بذور جديدة لصراعات مستقبلية, مشيراً إلى صراع التنظيمات الإرهابية.

ويسجل التاريخ السلفي في اليمن سجلاً وحضوراً قاتم السواد، حيث أنشأت السعودية أول مركز لها في اليمن بمنطقة دماج في صعدة عام 1979م تقريباً وظهر بعدة بسنوات قليلة تنظيم القاعدة في اليمن وعمل حزب الإصلاح والرئيس الأسبق علي عبدالله صالح على إرسال الجهاديين المتطرفين إلى أفغانستان ورفدهم بعناصر متشددة من حزب الإصلاح والتيار السلفي المتشدد.

وما قد يؤثر على مستقبل القضية الجنوبية ومستقبل الجنوب توافق وتناغم حزب الإصلاح الإخواني مع هذه الجماعات ضد الجنوبيين بشكل رئيسي، يقضي على طموحاتهم وأحلامهم بدولة مستقلة وآمنة بعيداً عن التطرف الديني السلفي والإخواني.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com