عين اليمن على جنوب اليمن

مؤتمر حضرموت الجامع يندد بانهيار الريال وارتفاع الأسعار: حكومة أدمنت الفشل

المشهد الجنوبي الأول/ متابعات

ندد بيان صادر عن «مؤتمر حضرموت الجامع» بتدني الأوضاع المعيشية وتدهور العملة المحلية أمام العملات الأجنبية، وأعقبه خطاب محافظ حضرموت، بتوجيه شركات الصرافة بوقف بيع وشراء العملات الأجنبية، بعد أن أقدمت بعضها على هذه الخطوة فور تجاوز صرف الدولار الواحد سقف الـ 500 ريال، لكن ارتفاع الأسعار لم يتوقف، وهو ما أثقل كاهل المواطن المنهك أساساً جرّاء الحرب والاضطرابات والحصار، وعدم استغلال الموارد والموانئ جيداً.

وحول الانهيار الاقتصادي الذي يعصف بالبلاد، قال عضو هيئة رئاسة «المجلس الانتقالي الجنوبي» علي عبدالله الكثيري، إن «ما يحصل هو نتيجة طبيعية للعبث والفساد الذي تمارسه الحكومة، التي آن لها أن تغادر غير مأسوف عليها»، مؤكداً أن «الانهيار الاقتصادي والمؤسساتي، هو حصيلة ذلك الفشل الذي لا تنتج الحكومة غيره، وهو ما بلغ بأهلنا في محافظات الجنوب المحررة إلى حافة الكارثة والمجاعة». 
وأضاف الكثيري، أن «الأمور ستخرج عن نطاق السيطرة إذا استمر تجاهل الانهيار المتسارع، لذا ندعو الأشقاء في التحالف العربي للتدخل السريع».

رقابة حكومية 

من جهته، أكد المدير الإقليمي لبنك اليمن الدولي، حمد النهدي، أن «انهيار العملة ناتج عن تلاعب واضح في السوق بسبب غياب الرقابة»، وطالب من أجل استقرار العملة بـ«ضرورة وجود رقابة صارمة من قبل الحكومة، وإصدار قوانين توقف المتلاعبين عند حدهم». 
وأوضح أنه «لا بد أن يدور النقد دورته الطبيعية، بحيث يتم الإيداع من قبل البنوك، والتزام الصرافين بتصاريحهم وبأسعار البنك المركزي، وأن يكون هناك عقاب صارم يطال جميع المخالفين». 

وأضاف النهدي «لقد أصبح عمل الصرافين مثل عمل البنوك، يفتحون حساباً ويصدرون شيكات من دون الإلتزام بالنظام، ويقومون بالبيع والشراء بالسعر الذي يريدونه، في المقابل نجد البنوك متوقفة عن البيع والشراء، وتعمل فقط ضمن توجيهات وأسعار البنك المركزي».

ضغط شعبي
ولم يغب عن المشهد، الدور الشعبي المندد بالوضع والتلاعب بالأسعار وانهيار العملة، حيث أكد المهندس أبوبكر السري، النائب الثاني لرئيس «مؤتمر حضرموت الجامع» لـ«العربي»، على أن «مؤتمر حضرموت الجامع مكوّن شعبي معني بالتعبير عن هموم ومشاكل المواطن، وأن المؤتمر ليس جهة تنفيذية ولن يكون بديلاً عن السلطات المحلية، ولكن يقدم النصح والدراسات والمشورة والمتابعة لإصلاح الأوضاع والبحث عن حلول تساعد في التخفيف من معاناة المواطن بالتعاون مع كل الخيرين من أبناء حضرموت». 

نتائج الانهيار
وحول النتائج العكسية الناتجة عن انهيار العملة الوطنية، قال السري، إن «انهيار العملة سيؤدي إلى أضرار كبير ومعاناة للمواطن وذلك من خلال ما يرافق ذلك الانهيار من ارتفاع لأسعار السلع وتردي الخدمات». 

بدوره، يرى حمد النهدي، أن «انهيار سعر العملة سيضر بشريحة الموظفين وأصحاب الدخل المحدود»، مضيفاً «إذا أرادت الدولة المحافظة على هذه الشريحة الكبيرة في المجتمع فيجب عليها إيقاف تذبذب سعر العملة والعمل على ثباتها واستقرارها، وهذا سينعكس على المواطن والموظف بالإيجاب». 

من جهته، دعا علي الكثيري، دول «التحالف» إلى «التدخل العاجل والفاعل لوضع معالجات ناجعة»، متابعاً «نريد تدخل التحالف العربي ليس لترميم حكومة أدمنت الفشل، بل لإنقاذ شعبنا في الجنوب من كل ذلك العبث والفساد الذي تقوم به الحكومة». 

وأشار إلى أن «استقرار محافظات الجنوب المحررة أمنياً واقتصادياً ومعيشياً، وتفعيل بناء المؤسسات، لن يتحقق إلا بإسناد الأمر إلى أهل الجنوب أنفسهم، وبإشراف ودعم الأشقاء في التحالف العربي» .

ومن وجهة نظر التاجر شهاب أحمد، فإنه «يجب على الحكومة أن تتدخّل وأن تجد حلاً من خلال تشديد رقابتها على أسواق الصرف والعملات، والتخفيف من صعوبة المعيشة في بلد مثخن بجراح الحرب والأوبئة» .

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com