عين اليمن على جنوب اليمن

أولادكم يلبسون أرقى الماركات، وأولاد العسكريين بلا كسوة

أنور الصوفي

عيد بأية حال عدت يا عيد

بما مضى أم لأمر فيك تجديد
بهذا المطلع للمتنبي بدأنا مع عيد هذا العام، ففرحة الأطفال قتلت، وخاصة فرحة أولاد العسكريين،
فشكرًا لكم أيها المسؤولون فأبناء العسكريين بدون كسوة للعيد، شكرًا لكم فبيوتهم يخيم عليها الحزن، فالأب لا يطيق أن يرى أولاده بلا كسوة عيد، والابن ينظر لأبيه نظرات فيها الاستغراب، فكل الآباء قد اشتروا لأبنائهم كسوة العيد، ولسان حال أبناء العسكريين يردد: لماذا نحن يا أبي بلا كسوة عيد؟ فكيف سنفرح بالعيد؟ وكيف سنخرج بين كل الأطفال؟ أبي لماذا لم تشتر لنا كسوة العيد؟

أيها الوزراء: هل مع أولادكم كسوة العيد؟ عذرًا منكم، فأنا أعلم أن كسوة أولادكم على مدار العام، ومن أرقى الماركات، فقيمة بدلة لأولادكم كفيلة بكسوة أسرة من أولاد العسكريين، عذرًا منكم فأنتم وزراء، وأولادكم أولاد الوزراء، ولكن العسكري أولاده مجرد أولاد العسكريين، فربما تكفيه بدله يلبسها ليستر جسمه، ولتكن مما لبسه في العام الماضي، أو الذي قبله.

شكرًا لكم كلكم أيها المسؤولون، فالعسكريون في نظركم لا يستحقون حتى حقوقهم، فكيف ببدلة العيد؟! شكرًا لكم فقد نفدت دمعات أبناء العسكريين، ودمعات آبائهم كذلك نفدت، فلا بأس من أن يلبسوا الممزق، فأهم شيء أبناؤكم، ورؤيتهم في أحلى حلة، وأفضل لباس، فهل كسوة أبنائكم لهذا العيد ماركة؟ هل كسوتهم بدلة أم ثلاث أم لا تحصى ولا تعد؟ فافرحوا بأولادكم، ولكن اعلموا أن أولاد العسكريين، يبكون، ويكاد يقتلهم عجز آبائهم، واعلموا أنه عند الله تجتمع الخصوم.

شكرًا لك يا وزير الدفاع، وشكرًا لك يا وزير الداخلية، فجنودكم بلا معاشات، وأنتم تكادون تتفجرون من النعمة، وأولادكم في أفخر لباس، فقولوا لنا وبالصراحة من أين كسوة أولادكم؟ هل هي من باريس، أم من دبي، أم من الرياض، أم من القاهرة؟ وهل معهم جعالة العيد؟ وكم المبلغ؟ وهل هو بالسعودي، أم بالدولار؟

شكرًا لكم لقد قطعتم عن العسكريين حتى فرحة العيد، ولقد كان مطلبه راتب، فأي تواضع بعد هذا التواضع؟ والله إن هذا الموقف كفيل بتقديم الحكومة لاستقالتها، وفي أقل الأحوال تقديم وزيري الدفاع، والداخلية لاستقالتيهما، فهل يفعلانها؟

أخيرًا سؤال أوجهه لوزير الداخلية خاصة مفاده، لماذا كانت تصرف رواتب الداخلية كل شهر بشهره أيام أحمر العين ابن الميسري؟ أما بالنسبة لوزير الدفاع المنفوخ كذبًا، فأظنه لا يسمع ولايدري عن الرواتب، فلا هم له إلا التصوير كل شهر في تبة من تباب مأرب، واستلام المخصص والهربة، وأخيرًا تحية لكل فرد في قواتنا المسلحة والأمن، وقبلة أطبعها على أقدام أولادهم التي لم تجد ما تلبسه في العيد.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com