عين اليمن على جنوب اليمن

هل يستطيع الانتقالي إلزام التحالف تقديم دعم ملموس خدمياً كما تفعل طهران مع صنعاء

المشهد الجنوبي الأول / خاص

 

 

يرى مراقبون بأن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تقف الإمارات خلفه دعماً ومساندة وتسليحاً وحتى سياسياً لا يستطيع التعاطي مع أصدقائه الخليجيين كما يتعاطى الحوثيون مع طهران.

فبعد أن عينت طهران سفيراً لها في صنعاء واستقبلت سفير صنعاء الذي تم تعيينه لديها في اعتراف صريح بسلطة الحوثيين، لم تقف عند ذلك فقط بل عملت وتعمل على تعزيز علاقاتها مع صنعاء وسلطة الحوثي بشكل أكبر عارضة بين فترة وأخرى تقديم دعمها في عدة مجالات منها المجالات الصحية والمجالات التعليمية.

أمس الخميس التقى سفير طهران بصنعاء حسن إيرلو بوزير تربية حكومة الحوثي، يحيى بدر الدين، وناقش الجانبان سبل التعاون بين البلدين في مجال التعليم.

وأبدى إيرلو استعداد بلاده تقديم دعم لحكومة صنعاء لتعزيز العملية التعليمية ودفعها للتغلب على العراقيل والصعوبات التي تواجههم في الجانب التعليمي والتي كان السبب فيها التحالف السعودي الذي استهدف بقصف الطيران المنشآت التعليمية وتسبب حصاره بإعاقة العملية التعليمية منها على سبيل المثال إعاقة طباعة الكتب الدراسية بسبب الحصار المفروض على مناطق سيطرة الحوثيين وعلى اليمن بشكل عام.

في المقابل لم تقدم الإمارات أي دعم ملموس لتحسين صورة المجلس الانتقالي أمام الشارع الجنوبي، حتى على مستوى مدينة عدن التي يسيطر عليها المجلس لم يظهر الدعم الإماراتي في هذه المدينة إلا عبر تشكيل الكيانات العسكرية التي تتحارب فيما بينها بين فترة وأخرى، فيما ركزت أبوظبي فقط على التواجد العسكري في المنشآت والمناطق الاستراتيجية كجزيرة سقطرى ومنشأة بلحاف ومطار الريان بالمكلا، غير أن الأمر من ذلك هو صمت الانتقالي على تغاضي الإمارات والسعودية عن الأوضاع المأساوية التي تعيشها المحافظات الجنوبية من انهيار في الوضع الاقتصادي وتدني المستوى المعيشي وانهيار للعملة وغياب للخدمات الأساسية كالكهرباء والماء والدواء والوقود، الأمر الذي يدفع بالانتقالي إلى ضرورة التفكير ملياً والمقارنة بين تعاطي إيران مع أصدقائها في صنعاء ودعمها لهم وبين تعاطي الإمارات مع أصدقائها في عدن وتخليها عنهم، علّ ذلك يدفع بالمجلس إلى إعادة صياغة علاقته مع الإمارات ومع التحالف السعودي الإماراتي لكي لا يصبح يوماً في الموقف الذي يعيشه اليوم تنظيم الإخوان المسلمين ممثلاً بحزب الإصلاح وما صارت إليه علاقته مع التحالف الذي جند له التنظيم كل أفراده وأعضائه للقتال تحت لوائه لينتهي به الحال بدون أرض ولا دعم بل ويضعه التحالف اليوم في دائرة الاتهام بأنه سبب ما آلت إليه الأوضاع عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وسياسياً منذ بداية الحرب وحتى اليوم.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com