عين اليمن على جنوب اليمن

امريكا تنقل تجربة سرقة النفط السوري إلى جنوب اليمن

المشهد الجنوبي الأول | تقرير

 

كشف قرار صنعاء القاضي بوقف تصدير النفط اليمني من المحافظات الجنوبية ، عن ضلوع الولايات المتحدة الأمريكية في المشاركة الفاعلة في جريمة نهب مايربو عن 190مليون برميل من خام المسيلة الثقيل في حضرموت والعقلة وغرب عياذ الخفيف في شبوة ، بقيمة تقديرية ١٤ مليار دولار ،متعمدة حرمان الشعب اليمني الذين يعيش ظروف إنسانية في غاية الصعوبة من  الاستفادة من ثرواته السيادية .
وفي الوقت الذي قوبلت ضربة الضبة التي منعت تهريب شحنة نفط كانت تعتزم سفينة يونانية نقلها من ميناء الضبة شرقي المكلا في 21 اكتوبر الماضي ، بتأييد شعبي واسع ، نظراً لعدم انعكاس عائدات النفط على حياة اليمنيين ، انزعجت امريكا بشدة من قرار منع نهب النفط  الذي اتخذته صنعاء بعد دراسة ابعادة على الاقتصاد الوطني وعلى حياة المجتمع ، واشترطت العدول عن القرار ربط تلك العائدات المنهوبة من النفط الخام اليمني التي تورد بشكل قسري إلى حسابات في البنك الاهلى السعودي وتتجاوز ملياري دولار سنوياً،  بصرف مرتبات كافة الموظفين دون إستثناء ، وتخصيص الفائض منها لتحسين مستوى الخدمات العامة المتدهورة في مختلف المحافظات ، إلا أن القرار كشف عن دور امريكي كبير في نهب ثروات اليمن النفطية منذ سنوات ، ودفع واشنطن إلى إفشال كافة مساعي السلام وخاصة بعد أن كأدت المساعي الدولية أن تقترب من تحييد قطاع النفط والغاز من خلال ربط عائداته بصرف مرتبات الموظفين  .
قرار صنعاء الذي تزامن أيضاً مع فشل المساعي الإقليمية والدولية في تمديد الهدنة الإنسانية  ودخل حيز التنفيذ في الثاني من اكتوبر الماضي ،  لم يكن له أي أثر مباشر على سعر صرف العملة في المحافظات الجنوبية وكذلك على المستوى العام للأسعار ، ليؤكد لكافة اليمنيين أن أهم الموارد السيادية اليمنية كانت خارج الحسابات الاقتصادية ولم تدخل في إطار الاقتصاد الوطني ، وبالعكس من ذلك أكدت صوابية قرار حماية الثروات الصادر عن صنعاء ، وأثارت أهتمامات اليمنيين لأهم قضية وطنية ممثلة بنهب الثروة النفطية منذ سبع سنوات .
وعلى الرغم من محدودية ردود الأفعال المحلية حول قرار  منع تصدير النفط اليمني من موانئ الضبة والنشيمة وبئر علي في محافظتي شبوة وحضرموت ، الا أن ردة الفعل الأمريكية كانت أكبر وهو ما أكد ضلوعها في عملية النهب المنظم للنفط اليمني على مدى السنوات الماضية ، فالخارجية الأمريكية ومبعوثها وسفيرها لدى اليمن ، أدانا بشدة عملية ميناء الضبة التي دفعت كافة الشركات الملاحية الدولية إلى الامتناع عن العودة للموانئ النفطية اليمنية ، ودفعت عدد من الدول التي أبرمت صفقات مع شركات تسويق أماراتية تولت مهمة بيع الخام اليمني إلى التوقف الكلي عن نقل اي شحنات جديدة من الخام اليمني ، ورفضت مساعي الحكومة الموالية للتحالف الرامية لتبديد مخاوف الشركات الملاحية للعودة لتحميل شحنات نفط من موانئ محافظات شبوة وحضرموت ، اتهمت تلك الحكومة بالعجز عن حمايتها والتنصل عن التزامات قطعتها مطلع الشهر الماضي لشركات ملاحية لحمايتها في المياه الإقليمية والمحلية اليمنية .
وفي وضعاً كهذا استدعت واشنطن تجربتها في سرقة النفط السوري عبر شاحنات ، ووجهت أدواتها بنقل عشرات القاطرات المحملة بالنفط الخام الخفيف من ميناء النشيمة إلى ميناء قنا في سواحل شبوة ، وعلى مدى الأيام الماضية تولت سفن صغيرة محاولة سرقة النفط اليمني من شبوة ، الا أن التجربة الأمريكية في سوريا احبطت وفقاً لمصادر متعددة الاربعاء فان طائرة مسيرة أفشلت المحاولة الأمريكية لنهب نحو ١٠٠ الف برميل من النفط اليمني في ميناء شبوة ، ودفعت طاقم السفينة إلى الفرار بعد تعرض السفينة لأضرار قبل أن تقوم بشحن أي كميات من النفط المسروق .
وكانت  الحكومة السورية قد اتهمت الشهر الماضي أمريكا بسرقة النفط من  الشمال السوري ، وقالت إن القوات الأمريكية تقوم بنقل  عشرات الصهاريج المحملةً بالنفط المسروق إلى شمال العراق ،  وذلك ضمن عمليات السرقة والنهب المستمرة له، منذ احتلاله أجزاء من الأراضي السورية.
وتقول المصادر السورية أن القوات الأمريكية المنتشرة في سورية، تقوم بسرقة النفط عبر إخراج قوافل ترافقها تلك القوات المحتلة  إلى شمال العراق.
ورغم الانتقادات التي تتعرض لها امريكا بشأن سرقة النفط السوري ، تصر  واشنطن على نهب المزيد من الثروة السيادية السورية متجاهلة كافة الانتقادات الدولية لتلك الجريمة التي تؤكد أن نظام  امريكا مجرد نظام لصوصي يعيش على حساب الشعوب  الحرة  ، ووفقاً لجمعية الصداقة العربية النمساوية فإن قيام القوات الأمريكية بسرقة النفط السوري يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي ، وقالت الجمعية أن الولايات المتحدة تسيطر على حقول النفط وتشرف أيضاً على سرقة النفط السوري وتصديره إلى تركيا عبر شمال العراق.
وكانت المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ ون بين، قد أكد في مؤتمر صحفي منتصف العام الجاري ، أن القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا “تسرق ما يصل إلى 66 ألف برميل يوميا، أي ما يعادل 82% من إجمالي إنتاج النفط السوري”وقال وانغ، إن “أعمال السرقة الأمريكية أصبحت أكثر تهوراً .
وبحسب وزارة النفط والثروة المعدنية السورية، بلغ متوسط ​​إنتاج النفط اليومي خلال النصف الأول من عام 2022 حوالي 80300 برميل، فيما تسرق قوات الاحتلال الأمريكية ومرتزقتها ما يصل إلى 66 ألف برميل يومياً ، أي ما يعادل 82% من إجمالي إنتاج النفط. ومنذ بداية شهر أغسطس، وقعت ما لا يقل عن 10 سرقات نفط، وتم استخدام حوالي 800 صهريج لنقل النفط المسروق إلى القواعد الأمريكية خارج سوريا”، مشيرا إلى أنه “في غضون ذلك، اضطر السوريون إلى الوقوف في طوابير لساعات في محطات الوقود”.
وشدد وانغ على “ضرورة أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات أحادية الجانب عن سوريا، وأن تتوقف عن نهب الموارد الوطنية السورية، وتحاسب القوات الأمريكية، وتعوض الشعب السوري، وأن تتخذ إجراءات ملموسة لمعالجة الألم الذي تسببت فيه بسوريا”.
يشار إلى أن أمريكا لديها أجندات ومطامع متعددة في المحافظات الجنوبية وعملية نهب النفط من شبوة وحضرموت ليس سوى مقدمة لنهب مقدرات اليمن وثرواتها المعنية والسمكية وتوظيف موقعها الاستراتيجي في خدمة المصالح الأمريكية .

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com