عين اليمن على جنوب اليمن

الطلاب العالقين بالسودان … وصمة في جبين الحكومة والمجلس الرئاسي

عفاف سالم

مؤسف مانقرأه ونتابعه عبر  وسائل الإعلام المختلفة من مواقع إلكترونية وقنوات فضائية فضلا عن منشورات متفرقة من مناشدات واستغاثات للطلاب العالقين الذين كانوا بالخرطوم وعانوا الأمرين في الخرطوم عقب اندلاع المواجهات المفاجئة

بالأمس قاموا بحملة إعلامية منهكة علهم يحركون الدماء المتجمدة في عروق القيادات للمجلس الرئاسي والانتقالي والحكومة من دون جدوى

ياالله ماالذي يحدث ولماذا التعامل مع قضايا الطلاب العالقين بأذن من طين وأخرى من عجين ولمصلحة من العبث الحاصل والتلاعب بالتسفير والإجلاء لمن تعرضوا لضغوطات نفسية بالخرطوم وتركوا متاعهم طلبا للنجاة

لكن للاسف بعد تجشم عناء السفر ادعى المدعون كذبا وبهتانا أنهم احاطوهم برعايتهم وسمعنا وقرأنا عن مبالغ مهولة ذهبت أدراج الرياح الله اعلم بصحتها ومؤكد عند جهينة الخبر اليقين

السفارة لم تجلي المستحقين من نازحي الخرطوم وانما أجلت بالترضيات والواسطات للمقربين والمقربات الذين يعيشون في أريحية أما طلاب الخرطوم والحجة سعدة التي نكبت معهم ووافاها الأجل وهي ترابط معهم بميناء بورتسودان لثلاثة اسابيع فلهم ولها الله الذي رحمها من عذابات القائمين على الاجلاء ومن عذابات تجاهل الجهات المعنية

السفارة أجلت الذين ينعمون بالاريحية وبعيدين عن مواطن النزاع بمئات الكيلو مترات وتركت المنكوبين الحقيقين للاسبوع الثالث على التوالي في قائمة الانتظار لحد هذه اللحظة

نقول للأخوة في المجلس الرئاسي والحكومة اتقوا الله في الطلاب العالقين فقد افترشوا الأرض لأسابيع والتحفوا السماء بالميناء اكلت أجسادهم الشموس ودمرت القوارح نفسياتهم  بعد أن تركوا اغراضهم وهم في ملابسهم لأسابيع دون تبديل لملابسهم

نطالبكم بتحمل مسؤوليتكم تجاههم والعمل على الإسراع بإعادتهم جميعا علما أن كشوفات الواسطات تلعب لعبها

الجدير أن أحد الطلاب كان رقم خمسة بكشف الاجلاء الاخير وعندما وصلت السفينة وجد رقمه قرابة الألفين ثم قرأت أنه ليس الحالة الوحيدة التي تم التلاعب بها من الحالات التي قدمت من الخرطوم وهذا ليس غريبا فحسب بل معيبا ووصمة في جبين المسترزقين والساكتين عليهم

بالمناسبة أيضا بعد أن طالبنا نائب السفير أن يجلي القادمين من الخرطوم ويمنحهم الأولوية فعقب بقوله الأولوية للعائلات والمرضى ومن ثم الطلاب قلنا له انتم تمنحون الأولوية لاصحاب المناطق الآمنة والعائلات المستقرة على حساب الطلاب المستحقين للاجلاء وقصدنا منكوبي الخرطوم وطالبناه بالنزول لتلمس أوضاع الطلاب لكن للاسف الذي يده في النار مش زي الذي يده في الماء فالرجل يعيش في أريحية ولذا اكتفى بالقول تواصلوا مع السفير لانه أيقن استحقاق منكوبي الخرطوم الذي كان يجهله عقب نقاشنا معه

وبالنسبة لسيادة السفير والملحقيات تمنينا أن يصحوا ويستفيق ضميرهم الذي ادخلوه في ثلاجة الموتى لكي ينصف منكوبي الخرطوم لكون من كان متواجدا منهم أدرك حقيقة وصعوبة الوضع الذي عاشوه ومعجزة الخروج

ومازلت اتذكر كلمات الملحق امشعناء وهو يقول قمت بواجبي تجاه العسكريين أما الطلاب فليس من اختصاصي ثم أردف  كيف بانوصل للطلاب لصعوبة الوضع بالخرطوم لكن للاسف بعد أن عانوا المشقة وكتبت لهم النجاة من مواجهات الخرطوم تركتهم الجالية للاسبوع الثالث على التوالي ينتظرون حقهم في الاجلاء وعانوا الاغماء  دونما انصاف

فمازالت الأولوية حتى الان للواسطات رغم أنه قد ترحيل الأغلبية من مقربي الجالية والتابعين والان تمثيلية التقارير الطبية المضروبة والمزورة على حساب منكوبي الخرطوم ويابقرة صبي لبن

نقول ياجماعة امنحوا الأولوية لطلاب الخرطوم فهم بحاجة للدعم النفسي والطبي والاجلاء الفوري فكفاكم عبثا بهم

كما نطالب بإجلاء جميع من يستحق الاجلاء الفوري وليس بالقطارات وكفاكم العبث والمسح بالكشوفات والاجلاء دون مراعاة الأولويات للقادمين من مناطق الصراع.

وبعيدا عن كل ذلك هل تعجز دولة بأمها وأبيها أن تجلي رعاياها الذين يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ويتصدق عليها بعض النشطاء من شباب السودان رغم فقرهم ونكبة بلادهم فباااعيباه

أما يخجل الساسة وهم يسمعون أو يقرأون المناشدات والاستغاثات والحملة الإعلامية التي أطلقها الشباب العالق بالأمس

هل ستتحركون أم أن نكبة العالقين ستكون أشبه بالحرب التي باليمن التي يطول أمدها لما تدره من أرباح للعاملين عليها

وللحديث بقية عن معاناة الحجة سعدة التي لم يشفع  لها نجاتها من العنف بالخرطوم ولا كبر سنها ولا كسر رجلها  لإجلائها حتى وافتها المنية بالأمس ولم تحرك الجهات المعنية ساكنا لإعادة جثمانها الذي دفن بالسودان عقب معاناة دامت اسابيع لنكبة ناجين الخرطوم الذين تجرعوا الأمرين والاحرى التعويض النفسي لهم  فالحجة سعدة ضحية مواجهات وضحية تقصير وعسانا نسمع عن التكفير عن تقصير الجهات المعنية بحقها وغيرها من فئة الطلاب المنكوبين الحقيقيين

وسنكتب عن الكهرباء التي بالمدرسة التي تم إيواء بعض العالقين فيها وابلغوهم برسالة مفادها أن السفارة تخلي مسؤوليتها من تأمين الكهرباء للمدرسة

وكذا سنتناول الحديث عن السكنات والصالات الذهبية والفضية من ابو خمس وابو اربع نجوم ولا حول ولا قوة الا بالله وستكون التغطية مستمرة بإذن الله

وماتنسوا الصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين

عفاف سالم

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com