فوضى في حضرموت وتجويع في عدن… ما الذي يجري في الجنوب؟
المشهد الجنوبي الأول _ حضرموت
تعيش المحافظات الجنوبية حالة احتقان متصاعد، وسط شحٍّ في الخدمات الأساسية وتعثرٍ حكومي ممتد. فمع دخول انقطاع رواتب الموظفين شهره الرابع وتجدّد أزمة الكهرباء في عدن لساعات طويلة يوميًا، تتزامن في حضرموت تحرّكات أحادية وتشكيلات موازية تصفها قوى محلية بأنها “خارج الأطر الشرعية”، ما أعاد إلى الواجهة سؤالًا ملحًّا: إلى أين تتجه الأوضاع في الجنوب؟
حضرموت: عسكرة الانقسام وخلق “وقائع ميدانية”
ترى شخصيات اجتماعية وعسكرية أن ما يجري في حضرموت يتجاوز الاحتجاجات التقليدية إلى محاولات لفرض تشكيلات وألوية جديدة، بما يهدّد بنقل الانقسام من مربع سياسي/قبلي إلى تقسيم عسكري فعلي.
ويحذّر مراقبون من أنّ إضعاف قوات النخبة الحضرمية سيخلق فراغًا أمنيًا يُستغل لإعادة تدوير الجماعات المتطرفة واستنزاف المجتمع الحضرمي، ويفتح شهية قوى محلية وخارجية للتدخّل في الموانئ والسواحل وخطوط الإمداد.
عدن: رواتب معلّقة وكهرباء منهكة
في المقابل، تواجه عدن تعليقًا ممتدًا للرواتب وتدهورًا في خدمة الكهرباء، ما انعكس مباشرة على القدرة المعيشية وولّد حالة “تجويع صامت” للقطاعين المدني والعسكري. ويعتبر نقابيون أن إطالة أمد الأزمة المالية والخدمية تحوّلها من مشكلة إدارية إلى أداة ضغط سياسي تصيب تماسك الجبهة الداخلية وتستهدف ثقة الشارع بمؤسساته.
تصعيد إعلامي واستهداف الانتقالي
يتوازى ذلك مع تصعيد إعلامي مكثّف ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وكياناته المدنية والعسكرية. وبحسب مراقبين، فإن شيطنة المكوّنات الجنوبية وتشويه صورتها يهدفان إلى سحب البساط من تحتها، لتمرير مشاريع سياسية لا تعبّر عن تطلعات أبناء الجنوب، بينها تقسيم الجنوب وإضعافه عبر تجزئة جغرافيته وقوّته الأمنية.