عين اليمن على جنوب اليمن

بالأرقام ضحايا المقاومة الجنوبية في موزع والبقع وعسيلان والكشف عن المتسبب في قتلهم , وسبب تعرض أفراد منهم لقصف الطيران في موزع…تقرير

المشهد الجنوبي الأول/خاص

يقتل العشرات من أبناء المقاومة الجنوبية بشكل يومي في جبهات القتال التي زج بهم هادي والتحالف لخوضها ضد قوات الحوثي وصالح والتي لاتعنيهم ولا صلة لهم بها الا أن المبالغ المالية التي تقدمها لهم السعودية حفزتهم للخوض تلك المعارك غير مباليين بتبعاتها المأساوية التي تلحق بهم وبأسرهم وأبناءهم.
ويندفع الشباب الجنوبي للتجنيد الذي تدعوا اليه قيادات التحالف ومندوبيها في المحافظات الجنوبية مقابل مبلغ مالي “الف ريال سعودي” شهرياً يستلمه كل فرد يشاركهم القتال ضد الحوثي وصالح في جبهات القتال التي ربما لن يعود منها الا جثة هامدة أو لا يعود.
المجندين الجنوبيين
ليست المؤامرة الوحيدة التي تدور على الشباب الجنوبي أنهم يتم الزج بهم في تلك المعارك, ففي المعارك ذاتها يتعرضون للخيانة تلو الأخرى من قبل قوات حزب الإصلاح والقيادات التي تسعى لكسب مناصب عسكرية أو حسب مطامعهم التي يسعون لها كالجنانب المالي وغيره.
يتعرض العشرات من ابناء المقاومة الجنوبية للقتل بشكل يومي وبصورة مستمرة سوى بنيران قوات الحوثي وصالح التي يواجهونها في المعارك أو بالخيانة والغدر من قبل قوات حزب الإصلاح وقيادات أخرى تخدم قوات الحوثي مندسة بين صفوف قوات التحالف أو بغارات الطيران التي يعتبرونها بالخطأ وتسفر عن قتل العشرات من أبناء المقاومة.
بين أمس السبت29-7-2017م واليوم الأحد30-7-2017م عدد هائل من أفراد المقاومة سقطو قتلى وجرحى ولا زالت المستشفيات بمحافظة عدن تتلقى جثثهم بصورة مستمرة , فقد قتل مالا يقل عن 40 فرداً من المقاومة وجرح آخرين على أيدي قوات الحوثي عصر السبت في موزع بتعز وفي المساء من نفس اليوم تعرض 9 آخرين لغارة جوية اودت بحياتهم وأصيب آخر.
أما اليوم الأحد فسقط 8 قتلى وجرحى في عسيلان بشبوة وسقط أكثر من 12 فرداً في جبهة البقع بصعدة بنيران قوات الحوثي وصالح ولا زال أفراد المقاومة يتلقون الخسائر البشرية باستمرار طالما هم متواجدون في قلب المعارك التي زج بهم التحالف فيها.
الآباء والأمهات والأهالي والمثقفين الجنوبيين يرفضون مشاركة أبنائهم في معارك لا تعنيهم ويحرصون أن يبقى الشباب الجنوبي في أرضه ليدافع عنها من الإرهاب الذي انتزع أرواح أهلهم وذويهم ويحملون التحالف مسؤولية قتل أبناءهم في معارك لاتعنيهم.
الكتاب والصحفيين الجنوبيين يحذرون باستمرار من دفع الشباب الجنوبي للقتال في جبهات الشمال ويؤكدون في منشوراتهم أن المبالغ المالية التي تدفع لهم هي ثمن أرضهم التي يخطط الإصلاح والعناصر الإرهابية السيطرة عليها وثمن أرواحهم التي يمكن أن لن تعود من الجبهات.
يقول رئيس تحرر عدن الغد”فتحي بن لزرق” المجزرة التي الحقت بابناء المقاومة الجنوبية في موزع بتعز:
ومات الولد
الساعة الثامنة مساء يوم السبت ، حينما رن هاتفي كنت اسفل المنزل لشراء حاجيات ..
اومض الهاتف وتبأدى في واجهته ” خالد البدوي” يتصل بك…
لم يتصل بي “خالد” منذ اشهر طويلة جدا طويلة جدا ..
جاء صوته من خلف سماعة الهاتف مفزوعا ، شريدا ،مطاردا , تائه الحرف والكلمة , يلفه الضياع ولا شيء غير الضياع..
قال بأحرف مرتعشة , اخوي يافتحي .. عبدالعزيز اخوي يافتحي قالوا قتل في المخا .. تقدر تتأكد لنا؟؟َ
سادت حالة من الصمت الكبيرة والمهولة ..
ما اصعب ان يسألك انسان ما عن “الحياة والموت”..! ما اصعب ان تكون لإنسان ما قارب النجاة الصغيرة وسط عاصفة عاتية..
قلت له بلغة مرتبكة :” انتظر بتصل بواحد هناك اعرفه في المستشفى الميداني وبارد لك ..
انهيت المكالمة ،وبأيدي مرتعشة بدأت باحثا عن الاسماء واتصلت ورن الهاتف وجاء صوت العامل في المستشفى الميداني هناك ..سألته عمن قتلوا اليوم ..
قال يافتحي كثير..
قلت له شف لي هذا الاسم …
ساد صمت مهيب .. كررت شف لي هذا الاسم جاء صوته :” نعم هو امامي ولكنه استشهد..!!
على طول طريق طويلة في انماء سرت دونما هداية مرورا بالمحلات التجارية احاول ان اتذكر اخر اللحظات التي شاهدت فيها “عبدالعزيز” حاملا بندقيته بالقرب من سوق انما قبل حوالي شهر.
“عبدالعزيز” واخواته رفاق درب طفولة قديمة بالشيخ عثمان وحينما غادرت الحي قبل سنوات من اليوم كان “عبدالعزيز” لايزال طفلا في الـ 15 من عمره ..
وجدته عقب سنوات من الغياب شابا كان يجلس بخليفة سيارة شاص في طريقهم الى “المخا” ،عبدالعزيز كان في سنته الثانية في كلية الهندسة بجامعة “عدن” حينما قرر الالتحاق بجبهات القتال.
سألته :” ومايجبرك ياعبدالعزيز؟ ..
ضحك وقال :” يافتحي اريد اكون نفسي ،اشتريت ارضية خلف الملعب والان باخطب نلاقي الف ريال سعودي تنفع ولاجلسة بالبيت ..
كثيرون مثل عبدالعزيز من الجنوبيين يودون ان يصنعوا بهجة الحياة من ساحات حرب “مؤلمة”.
قاتل “عبدالعزيز” وهو يحلم كل ليلة ان يلتحف ذات يوم فتاة باهية بدلا عن بندقيته هذه.
في الجنوب اليوم الكذبة الاكبر هي ان ابنائنا هم من سيحرر “الشمال” وهم سيصنع النصر وهم من سينهي “الانقلاب”.
الكذبة الاغرب والاعجب ان 3 مليون جنوبي سيحررون 24 مليون شمالي من قبضة “الحوثي وصالح”.
لم اكن قط راضيا عن هذه المحرقة التي تزداد اشتعالا كل يوم لتعيد لنا مئات الجرحى والمعاقين وعشرات الشهداء .
قال لي ممرض بمشفى الجمهورية :” يافتحي يموت العشرات هنا من جرحى الحرب هنا بصمت غالبيتهم من الاسر الفقيرة من الريف وابناء “عدن”..
(الالف الريال السعودي) واجهة مأساة جنوبية كبرى سيخلدها التاريخ وتحكي عن شعب ضل طريقه واستغلت احلام واماني شبابه..
يقاتل الجنوبيون هناك دونما ضمانات من “احد” دونما أي اعتراف لهم بشيء وحينما يتحقق انتصار يسير تتسارع القوى كلها الداخلية والخارجية لاختطافه..
في جبهات الشمال اليوم يتم تحويل الالاف من شبابنا الى قطاع مقاتل يعشق “الموت” ويدمنه وحينما سيعود سيواصل قتاله وعنفوانه ولكن ضد من؟
(مات الولد) مات عبدالعزيز والى جانبه 13 من رفاقه في معركة ليست معركتهم ودفاعا عن قضية ليست قضيتهم وهدف ليس هدفهم ..
مات عبدالعزيز تاركا بضع ورقات مالية “سعودية” وارضية صغيرة خلف الملعب تنتظر العريس القادم من المجهول ..
مات “عبدالعزيز” فمن سيخبر اسرته انه مات..
You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com