عين اليمن على جنوب اليمن

ردود افعال غاضبة … بعد اغتيال أحد خطباء تعز ؟!

المشهد الجنوبي الأول | تعز

عقب إصابته الخطيرة التي تعرض لها أثناء محاولة اغتياله، فارق الحياة اليوم إمام وخطيب جامع العيسائي بتعز عمر دوكم.

وتصاعدت مع ذلك ردود أفعال غاضبة، نتيجة عدم قيام السلطة المحلية والأجهزة الأمنية بتعز بدورها، وضبط القتلة، وتأمين حياة المواطن بالمدينة الذي بات عرضة للقتل بين لحظة وأخرى، بعد مرور أكثر من 72 ساعة للجريمة 

وبرغم المسيرات التي خرجت للمطالبة بضبط الوضع الامني وتحصين الجبهة الداخلية ، ووضع حلول جذرية لما تعاني منها تعز، يبدو أن كل ذلك لن يجدي، وستكون تعز على موعد مع استهداف ممنهج لخطباء وقيادات العمل السياسي والشبابي ، والمؤثرين في إطار معركة تعز الشاملة.

تعزيز الاصطفاف

وفي بيان نعى فيه التجمع اليمني للإصلاح بمحافظة تعز  الشهيد دوكم، اكد لجميع اعضائه ومناصريه مواصلة تعزيز الاصطفاف والسمو فوق الألم والمضي نحو استكمال التحرير وتحقيق المشروع الوطني الكبير في إطار اليمن الاتحادي جنبا إلى جنب مع كافة القوى السياسية والوطنية، كما دعى السلطة المحلية إلى الاهتمام بإجراء تحقيق دقيق في هذه الجريمة النكراء وإطلاع الرأي العام على نتائج ما يتم التوصل إليه.

تقصير الأمن

حتى الآن لا يزال بعض النشطاء يوجهون أصابع الاتهام، لأطراف غير محددة، يقولون إن لديها كتائب مدربة متخصصة بالاغتيالات، كتكرار لسيناريو العاصمة المؤقتة عدن التي عانت من الاغتيالات.

وكان الناشط وضاح الجليل، اتهم شبكة علي عبدالله صالح القديمة، بالوقوف خلف جريمة اغتيال عمر دوكم، معللا ذلك بالقول: لا أحد يملك الخبرة والكفاءة في تنفيذ هذه الاغتيالات في تعز سوى تلك الشبكة، والتي من المؤكد أن عائلته تقاسمتها بالوراثة عنه مع الحوثيين.

في هذا السياق، طالب رئيس دائرة حزب التجمع اليمني للإصلاح عدنان العديني، بعدم توجيه الاتهامات لأي طرف، كون السلطة هي المسؤولة عن أمن المواطن، مؤكدا أنها إذا عجزت عن فعل ذلك، فجدير بها أن تستقيل.

وأضاف في صفحته بالفيسبوك  “المدينة التي ضحت بكل شيء من أجل كرامتها وسلامة المدنيين داخلها، تكاد تفقد ما ضحت لأجله بأبهى الرجال وأشجع الشباب، وتفقد الأمن والاستقرار الداخلي الذي قاومت الحوثي للحفاظ عليه”.

واستطرد “إن لم تتصرف السلطة بسرعة، فإنها ستتحول لكيان زائد عن الحاجة في نظر المجتمع الموجوع مرتين من الحوثي ومن عدو داخلي متربص به”.

من جانبه انتقد وبشدة الناشط فيصل الذبحاني ما يجري بتعز، وطالب بضرورة إخراج كل المطلوبين أمنيا من الجيش.

ورأى الذبحاني أن عمر دوكم لم يمت نتيجة الانفلات الأمني بتعز، فهو وغيره ضحايا ملشنة الجيش الموسوم بالوطني، وعصابات وحدة الصف وجماعة (مش وقته) وفرق التطبيل الإعلامية، على حد تعبيره. 

ووجه الناشط رضوان محمد رسالة إلى محافظ تعز ومدير الأمن والمقاومة الشعبية، متسائلا فيها “الم يحن الوقت لأن تدك اوكار الملثمين اليوم ؟! الم يحن الوقت لأن نرى الامن في كل شبر من المدينه ؟! الم يحن الوقت لأن نقول للعابثين قفو ؟! 
كفاكم قتل لتعز ووجهها المظيئ…لستم ضعفاء، لكنكم لا تريدون “.

كما طالب الخطيب ممدوح الحميري، بضرورة تأمين وحماية خطباء تعز من الاغتيال، وتصفية خلية الاغتيالات بتعز. 

لماذا اغتالوا عمر

بدوره تساءل الصحفي علي الفقي، عن سبب اغتيال دوكم ، منذ أن عرف عمر دوكم الطريق إلى الكتابة والخطابة وهو يعبر عن طموح وأحلام شريحة واسعة من اليمنيين الشباب الذين يحلمون بالتعايش والسلام في ظل دولة مدنية تكفل مواطنة متساوية للجميع، وبدا ذلك هماً مسيطراً على كل نشاطه وإنتاجه”.

فيما حذر الكاتب فيصل علي من تحويل تعز لمستنقع للإرهاب الموجه عبر الاستخبارات الإقليمية والدولية.

دوكم.. المقاوم المعتدل

ويكاد يتفق الجميع حول شخصية دوكم، الذي يقول عنه الصحفي عمار زعبل بأنه” صمد حتى النهاية, وظل مخلصاً لقضيته ومدنيته ومدينته تعز, التي لم يفارقها, عايش لحظات حزنها وفرحها, ثورتها ومقاومتها”.

وتابع “الذين قتلوا عمر دوكم يعلمون من هو, يدركون مشروعه وما الذي يعنيه لشباب المدينة, بل المحافظة, ولن أبالغ إن قلت اليمن كمشروع جامع تجسد في كل أعماله, تنويراً وخطابة وسعة ثقافة”.

ونعى الكاتب أحمد شوقي أحمد، دوكم قائلا: “رحل عمر دوكم وأخذ معه بعض من أندر وأجمل ما فينا، هذا الاحترام المبجل لله ودينه وخلقه وصنعه وكرامة الإنسان، وذلك الزهد والبعد عن المطامع واللهاث المرضي خلف المال والسلاح والنفوذ، وتلك الأمانة الفكرية والضمير الصادق والروح المحبة التي لم تعادي أحداً ولا شيئاً سوى الكراهية والأحقاد”.

أما الناشط هشام البكيري فاعتبر اغتيال دوكم بمثابة استهداف للصوت الوعي و النضج، وصوت ثورة فبراير التغيير، وكجنديا جسورا لمشروع سبتمبر و أكتوبر الجمهوري.

بينما أكد الصحفي رشاد الشرعبي، بأن دماء دوكم والتربوي الذي قتل معه، لن تذهب هدرا، وستكون سببا لفضح أعداء تعز الذين لا يريدون لها النصر والاستقرار.

وهو ما اكده كذلك الصحفي وجدي السالمي الذي قال إن تعز مدينة الثورة وحاملة مشروع الدولة الاتحادية، ولن تمر حادثة مقتل عمر دوكم وصديقه رفيق الأكحلي، بدون أن تشهد شوارع المدينة مظاهرات ومسيرات تطالب بضبط القتلة، وتطالب بالأمن والاستقرار ووضع حل لحالة الانفلات الأمني.

ويعتبر دوكم أحد أبرز شباب ثورة فبراير بتعز، وهو كاتب معروف، وهو خطيب وإمام جامع العيسائي، وأحد الخطباء المعتدلين الذين يرفضون التعصب، ويقفون مع الدولة المدنية. وهو القائل بأحد مقالاته “أعلنها كيمني ثائر، ينتمي لـ11 فبراير أني أحب اليمنيين جميعاً بلا استثناء؛ بجميع طوائفهم ومذاهبهم وأديانهم؛ بمختلف أحزابهم وجماعاتهم ومناطقهم وأيدولوجياتهم؛ الناصريين والاشتراكيين والإصلاحيين والمؤتمريين.. السلفيين والإخوان والبهرة واليهود.. أصحاب مطلع وأصحاب منزل.. الشماليين والجنوبيين.. الزيود والشوافع .. اليساريين والليبراليين والعلمانيين والإسلاميين.. الجميع بلا استثناء”.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com