المشهد الجنوبي الأول _ عدن
 ظهرت أزمة جديدة في وجه الأسر وأولياء أمور التلاميذ، تمثلت في الارتفاع غير المسبوق في أسعار المستلزمات المدرسية، ما يجعل كثيرين من الأهالي في ورطة، لعدم قدرتهم على الوفاء بمتطلبات أبنائهم، في الوقت الذي يحرصون فيه على تعليمهم وإلحاقهم بالمدارس، من أجل خلق جيل متعلم وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.
في الأيام القليلة الماضية تصاعدت دعوات حماية المستهلكين من حالة جشع كبيرة من جانب التجار في محافظات الجنوب في ظل الارتفاع الكبير في أسعار مستلزمات المدارس التي يحتاجها التلاميذ لبدء العام الدراسي، في حالة استغلال احتياجات الأهالي وأولياء الأمور الذين يسعون بكل جهد لتوفير المستلزمات لأطفالهم، أيا كانت التحديات التي تواجههم، والتي قد تضطرهم للدخول في معاناة أكبر بحثا عن توفير المال اللازم لشراء المستلزمات.
فوجئ الأهالي بارتفاع كبير في أسعار الحقائب المدرسية والملابس والمواد الأخرى التي وصلت إلى مستويات تفوق قدرة المواطن العادي، على الشراء وتلبية احتياجات أبنائه من التلاميذ، الأمر الذي يزيد العبء على كاهل الأهالي، ويضعهم في موقف غاية في الصعوبة أمام أبنائهم وزوجاتهم، ويظهرهم في موقف العاجز عن توفير احتياجات الأسرة الأساسية.
وعبر عدد كبير من المواطنين عن غضبهم الشديد من ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية لأكثر من ضعف أسعارها السابقة بالمقارنة بما كانت عليه الأسعار في العام الدراسي الماضي، ما جعلهم عاجزين عن تدبير أسعار المستلزمات المدرسية لأبنائهم، الأمر الذي دفع المواطنين للمطالبة بوضع المستلزمات المدرسية على قائمة البضائع التي يتم إخضاعها لتثبيت الأسعار، حتى تنجو من الغلاء ومن جشع التجار وإهمال سلطة الشرعية الإخوانية.
ويظهر من خلال الأزمة الراهنة حجم الإهمال الشديد من جانب سلطات الشرعية الإخوانية التي لا تهتم بما يعاني منه المواطنون، ولا تحاول إيجاد حلول للأزمات اليومية المتكررة، في دليل جديد على فشل الشرعية الإخوانية في الإدارة، الأمر الذي يعزز مطالبات أبناء الجنوب المتكررة بضرورة العمل على تسريع فك الارتباط.
الأزمات تتوالي على أبناء الجنوب في ظل وجود سلطة الإخوان، وحجم الإهمال، والفشل بات أكبر من قدرات المواطنين على التحمل، الأمر الذي ينذر بانفجار وشيك من جانب المواطنين في وجه تلك السلطة التي لا تهتم سوى باستنزاف ثروات الجنوب، والحفاظ على المناصب والمكاسب التي تجنيها من بقائها في الجنوب.