عين اليمن على جنوب اليمن

رفح .. الرمق الأخير للكيان الهزيل

د. عوض احمد العلقمي

مرت الأيام والليالي طويلة وصعبة ومؤلمة على نساء وشيوخ وأطفال غزة وهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ؛ فلا مأوى يأويهم ، ولا مسكن يحميهم من صقيع الشتاء ، وأمطار السماء ، ولا مشرب يروي عطشهم ، أو يخفف من ظمإهم ، جراء حمم النيران الصهيونية الصليبية التي تنهال عليهم ليل نهار ، ولا دواء يخفف من نزيف دمائهم ، أو يساعد في التئام بعض جراحهم .

مر شهر وثان وثالث ورابع ومازالت الجراح تغور ، والأجسام تنزف ، والقلوب تكلم ، والألم يعتصر قلوب الأحرار والشرفاء الذين حالت بينهم وبين إخوانهم في غزة لعنة الحدود الجغرافية المصطنعة ، وكذلك مازال موقف النظام العربي غارقا في صمته المخزي ، وخانعا على عروش العار والمذلة والمهانة التي أجلسهم عليها العدو الصهيوني الصليبي المتغطرس . أما العدو الصهيوني فما زال مستمرا في قتله ، تائها في غيه ؛ يبحث في غزة ويفتش في أرجائها شبرا شبرا وحجرا حجرا ؛ لعله يظفر بمعقل من معاقل المجاهدين ، أو يعثر على أثر لأحد الأسرى أو الآسرين ، لكن دون جدوى .

وهاهو الكيان الصهيوني الهزيل يغير وجهته نحو رفح ، بعد أن تأكد أن عدد النازحين إليها قد تجاوز الثلاثمائة ألف ومليون ، معظمهم من النساء والأطفال ، علما بأن رفح هي آخر مدن غزة المحاذية لجمهورية مصر العربية ، التي صمتت صمت القبور ، وكأن الأمر لايعنيها ، مع أن قطاع غزة برمته ، هو الخط الدفاعي الأول لها ، هذا لو كان للنظام عين تبصر ، أو أذن تسمع ، الأمر الذي نعهده من القطر المصري لاسيما في المعارك المصيرية ، كمعركة طوفان الأقصى .

ويبدو أن الكيان الدموي الهزيل ، قد توجه نحو رفح للتغطية على فشله ، يجر وراءه أذيال خيبته وهزيمته ، إنه الرمق الأخير لهذا الكيان الهزيل الدموي النازي ، إنه يريد أن يظفر بقتل أكبر عدد من النساء والشيوخ والأطفال في رفح ، فضلا عن تهجير من ينجو من الموت إلى الأراضي المصرية ، لعله يرفع بعد ذلك راية النصر الوهمية ، ولكن يبدو أن هذا الكيان الهزيل لايعلم أن رفح ستكون المعقل الأخير لدفن ماتبقى من فلول جيشه الجبان ، بل حتما سيلفظ أنفاسه الأخيرة هناك …د

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com