تقرير…صراع المكونات اليمنية سياسياً وعسكرياً في مناطق حكومة الشرعية.. مناورة سياسية أم جولة حرب..!

المشهد الجنوبي الاول _ تقارير

تعيش المناطق الخاضعة لسيطرة الفصائل اليمنية الموالية للتحالف تصعيد سياسي وعسكري يضاف على سلسلة أزمات تعانيها منذ سنوات، لكن هل تكون الجولة الجديدة من الصراع مجرد مناورة لتحسين شروط التقاسم ام تمهد لجولة حرب جديدة؟

في أحدث حلقة من سلسلة الصراع المحتدم في اعلى هرم السلطة الموالية للتحالف والمعروفة لـ”بالمجلس الرئاسي، بدأ نجل الرئيس الأسبق احمد علي صالح حراكاً مكثفاً، اذ تتحدث الانباء عن وصوله إلى العاصمة السعودية، والعين على إعادة هيكلة المؤتمر الشعبي العام المتشظي، وتقليص مساحة نجل عمه طارق لتدمير ما تبقى منه.

هذا الحراك جاء على واقع أزمة داخل الحزب الذي يستحوذ حالياً على رئاسة السلطات الأربع في مناطق التحالف “الرئاسي- البرلمان- الحكومة- الشورى” حيث يحاول رشاد العليمي إبقاء حصة الحزب كاملة تحت سيطرته وإعادة توجيه دفته وفقاً لأجندة سعودية خالصة، بينما يحاول نجل شقيق صالح والمتمركز في الساحل الغربي انتزاع قضمه منه تحت مسمى “حصة المكتب الوطني للمقاومة” مع ان المكتب أصلاً جناح في المؤتمر.

والصراع داخل المؤتمر ليس فقط على حصة الحزب الذي اصبح تقريباً يستحوذ على كافة مفاصل السلطة في عدن، بل أيضاً ضمن مسار اماراتي يهدف لإنهاء نفوذ حزب الإصلاح وابتلاع ما تبقى له من مراكز داخل السلطة وتفكيك تحالف العليمي به ضمن مسار لإعادة ترتيب الحزب وهيكلته بما يسمح لنجل صالح بتسيد المشهد والعودة إلى صدارته.

وبعيداً عن الصراع بين المؤتمر، تبدو الأزمة بين القوى اليمنية أعمق بكثير، اذ يخوض كل عضو في الرئاسي معركته الخاصة لتسويق نفسه كبديل أفضل بغية الحفاظ على نفوذه مستقبلاً، فسلطان العرادة الذي كان محسوب على الإصلاح وصل الرياض قبل أيام حيث ابرم اتفاق مع ألد خصومه عيدروس الزبيدي ونجح بترتيب لقاء مع بن سلمان ورفع سقف طموحه لزيارة واشنطن ولقاء ترامب وكل هدفه تسويق نفسه كزعيم جديد في اليمن قابل للانحناء وفقاً للأجندة الأمريكية ووفقاً لبرجماتية الشرع.

اما رئيس الانتقالي فهو الآخر قرر مغادرة مقر اقامته في ابوظبي والوصول إلى السعودية حيث يقيم غالبية السفراء الأجانب إلى اليمن وقد نجح بعقد لقاءات مع عدة سفراء على راسهم الأمريكي والفرنسي وكل همه تسويق نفسه كزعيم آخر للجنوب في أي اتفاق جديد مع صنعاء بعيداً عن المجلس الرئاسي.

أما على الأرض فتتسابق القوى على فرض واقع جديد، ففي وادي حضرموت حيث الحقول النفطية انشأ حلف القبائل المحسوب على السعودية فصيل جديد لتعزيز نفوذه هناك، وبالقرب منه تجري قطر لمسات أخيرة على ملشنة ما يعرف بائتلاف الحرية والتغيير وهو مكون يضم خليط من الإصلاح والقاعدة أنشأ مؤخراً بقيادة النهدي ويتم حاليا تجهيز قوات عسكرية مدربة له في الدوحة..

وفي شبوة المحافظة الثرية بالغاز والخاضعة للإمارات يتكرر المشهد ذاته وقد أعاد الإصلاح السلطة السابقة ترتيب صفوفه العسكري وخرج باستعراض كبير خلال الساعات الأخيرة.

الأمر ذاته يتكرر في عدن حيث يخوض الانتقالي والعليمي صراع للسيطرة على قصر المعاشيق وتقليص نفوذ المجلس الموالي للإمارات عبر استهداف أبرز قاداته الأمنيين..

ومثله في تعز وقد طال الأمر الإصلاح مع تسمية ابرز قياداته أمجد خالد الذي تربطه علاقات بقيادات صف أول على راسها حمود المخلافي المقيم حالياً في تركيا، على رأس خلايا الإرهاب والهدف اضعاف الحزب عسكرياً في المدينة وتفكيك فصائله.

قد يبدو المشهد ظاهرياً استعداد لمعارك جديدة، لكن المؤكد انه ضمن صراع إقليمي واسع لإعادة رسم خارطة النفوذ في اليمن مع تكثيف التحركات لاتفاق سلام شامل بعد سنوات من الحرب.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com