الفساد يقود إلى الاعتقال: مدير حقوق الإنسان بشرطة شبوة يُسجن بعد شكوى ضد سلطات الانتقالي
المشهد الجنوبي الأول – شبوة
في خطوة تثير تساؤلات جدية حول واقع الحريات والشفافية في المناطق الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، أفادت مصادر مطلعة في محافظة شبوة باعتقال العقيد علي حسن الهلالي، مدير إدارة حقوق الإنسان بشرطة المحافظة.
ويأتي هذا الاعتقال المفاجئ بعد أن أقدم الهلالي على تقديم شكوى رسمية إلى النيابة العامة، يكشف فيها عن “مظاهر فساد إداري ومالي” داخل إدارة شرطة شبوة نفسها.
وتشير المصادر إلى أن العقيد الهلالي لم يكتفِ بالشكوى الشفهية، بل جهّز ملفًا متكاملًا يضم وثائق وأدلة رسمية تثبت وجود تجاوزات داخلية خطيرة، مناشدًا الجهات القضائية اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيالها. إلا أن رد الفعل من السلطات الأمنية التابعة للمجلس الانتقالي كان توقيفه مباشرة، دون تقديم أي تفسيرات رسمية.
وقد أثار هذا الاعاطال موجة واسعة من ردود الفعل الغاضبة في الأوساط الحقوقية المحلية.
ووصف ناشطون حقوقيون ما حدث بأنه “محاولة صارخة لإسكات الأصوات المطالبة بالإصلاح والشفافية”، مؤكدين أن هذه الخطوة تعكس مدى التضييق على أي محاولة لكشف الفساد في مناطق نفوذ الانتقالي.
وقد طالبوا السلطات بالإفراج الفوري عن العقيد الهلالي وتمكينه من أداء مهامه القانونية دون أي ضغوط أو تضييقات.
وحتى الآن، لم يصدر عن الجهات المختصة التابعة للمجلس الانتقالي أي بيان رسمي يوضح ملابسات الاعتقال أو طبيعة التهم الموجهة للعقيد الهلالي.
وهذا الصمت يزيد من التكهنات حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الإجراء، ويطرح علامات استفهام كبيرة حول مدى التزام السلطات المسيطرة في شبوة بمبادئ الشفافية وحماية المبلغين عن الفساد.
