السعودية تبدأ تحريك ورقة جديدة ضد الإمارات والإنتقالي بحضرموت والمهرة

المشهد الجنوبي الأول _ حضرموت

بدأت السعودية، السبت، تحريك أبرز خصوم المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، في خطوة متزامنة مع تحشيدات عسكرية توحي باقتراب مواجهة واسعة.

وشنّ عبد الله العليمي، مدير مكتب الرئيس الأسبق عبد ربه منصور هادي وعضو المجلس الرئاسي، هجومًا لافتًا وغير مسبوق على المجلس الانتقالي، اتهمه فيه بالتمرد والسعي لإسقاط المحافظات الجنوبية والإضرار بالقضية الجنوبية، محذرًا من تداعيات خطيرة، ومباركًا في الوقت ذاته التحركات السعودية.

ويُعد العليمي واحدًا من عدة شخصيات جنوبية شاركت في اجتماع ما يُعرف بـ«مجلس الدفاع الوطني» الذي عُقد مؤخرًا في الرياض، وطالب بتدخل عسكري سعودي مباشر. وبرز خلال الاجتماع حضور محمد الشدادي، نائب رئيس برلمان التحالف، إلى جانب قيادات أخرى من محافظة أبين.

وتزامن هذا التحرك مع تقارير عن وصول قيادات بارزة من جناح “الصقور” في تيار هادي إلى المشهد، يتقدمهم وزير الداخلية الأسبق أحمد الميسري، الذي خاض مواجهات دامية ضد المجلس الانتقالي في عدن عام 2019، عقب سيطرة الانتقالي على المدينة، قبل أن يُنفى إلى الخارج.

وتأتي هذه التطورات في ظل تحشيد سعودي لعملية عسكرية وُصفت بأنها قد تكون الأوسع ضد الانتقالي، بالتزامن مع تهديدات صريحة من الرياض بانتزاع محافظات جنوبية استراتيجية من سيطرته. ونقل الصحفي السعودي علي العريشي أن ثمن ما وصفه بتمرد الانتقالي في حضرموت والمهرة سيكون خسارته لمحافظتي شبوة وأبين.

ورغم تراجعه عن الواجهة السياسية، لا يزال تيار هادي يحتفظ بقوات عسكرية معتبرة في عدد من المحافظات الجنوبية، أبرزها أبين والمهرة، إلى جانب مناطق أخرى.

تحليل:

تكشف التحركات السعودية الأخيرة عن انتقال واضح من سياسة الاحتواء والمساومة مع المجلس الانتقالي إلى مرحلة إعادة توظيف الخصوم المحليين كأداة ضغط وتمهيد للمواجهة المباشرة. إعادة تصدير شخصيات محسوبة على تيار هادي، خصوصًا من أبين، يعكس إدراك الرياض بأن الصراع مع الانتقالي لا يمكن حسمه عسكريًا فقط، بل يتطلب غطاءً سياسيًا وجنوبيًا يشرعن أي تدخل مرتقب.

الهجوم العلني لعبد الله العليمي، وتزامنه مع اجتماعات أمنية وتحشيدات ميدانية، يوحي بأن السعودية تسعى إلى تفكيك شرعية الانتقالي جنوبًا وإظهاره كحالة تمرد لا كممثل للقضية الجنوبية.

كما أن استدعاء وجوه صدامية مثل أحمد الميسري يعكس استعداد الرياض للذهاب إلى مواجهة مفتوحة، حتى لو أعاد ذلك إنتاج صراعات 2019 بصيغة أوسع وأكثر عنفًا.

في المحصلة، يبدو أن الجنوب يتجه نحو مرحلة إعادة رسم النفوذ بالقوة، حيث تتحول أبين وشبوة إلى ساحات اختبار فاصلة، ليس فقط بين السعودية والانتقالي، بل بين مشروعين متناقضين لإدارة الجنوب، في ظل غياب أي أفق لتسوية سياسية قريبة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com