شبوة تحت وطأة “الثارات” المشتعلة.. اشتباكات قبلية دامية في ظل انفلات أمني واتهامات للتحالف بتغذية الصراعات
المشهد الجنوبي الأول – شبوة
شهدت محافظة شبوة، يوم الأحد، تصعيداً ميدانياً خطيراً إثر اندلاع مواجهات مسلحة عنيفة بين قبيلتي “آل شمس” و”آل دولة”، استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، في ظل عجز مستمر عن حصر الحصيلة النهائية نتيجة استمرار التوتر الميداني.
ويرى مراقبون أن ما تشهده شبوة اليوم يتجاوز كونه نزاعاً عابراً، ليصبح انعكاساً صارخاً لحالة الانفلات الأمني المخيف الذي تغلغل في مفاصل المحافظة.
إذ باتت المنطقة مسرحاً مفتوحاً للصراعات والفتن وتصفية الحسابات، وسط إحياء متعمد للثارات القبلية التي أعادت المجتمع عقوداً إلى الوراء، في ظل غياب تام لدور الدولة وتعدد الولاءات المسلحة.
وتزامنت هذه الأحداث مع توجيه ناشطين ومصادر قبلية أصابع الاتهام للتحالف “السعودي الإماراتي” بالوقوف وراء إذكاء هذه الفتن.
وتصاعدت حدة الاتهامات الموجهة للجانب الإماراتي تحديداً بتغذية الصراعات البينية ودعم أطراف ضد أخرى، بهدف إبقاء شبوة غارقة في أزماتها الداخلية، بما يضمن تمرير أجندات إقليمية على حساب السلم الاجتماعي وأرواح أبناء القبائل.
وحذر مراقبون من أن استمرار هذا الانقسام العسكري بين قوات “الانتقالي” المدعومة إماراتياً والقوات الحكومية المدعومة سعودياً، حوّل المحافظة إلى بيئة خصبة لتجدد نشاط الجماعات الإرهابية وتوسيع رقعة الثارات التي لا تنتهي.
إن هذا التشرذم في الولاءات والفشل في حماية المواطن يهدد بتمزيق النسيج الاجتماعي وجر المنطقة نحو حرب قبلية شاملة، في وقت تفتقر فيه المحافظة إلى سلطة أمنية موحدة قادرة على لجم الفوضى وتثبيت الاستقرار.
