قطعة من الصاروخ الصيني Longue Marche سقطت في منطقة مأهولة في مقاطعة غوانغسي يوم الجمعة. ويبدو أن السلطات التي توقعت حدوث شيء مثل هذا لم تأبه لوجود السكان. وقد تم تناقل هذه الصور على الإنترنت في الصين.

سكان منطقة بيس في مقاطعة غوانسي (جنوب شرق) رأوا يوم الجمعة 12 كانون الثاني/يناير شيئا غريبا يقع من السماء. وعندما ارتطم بالأرض انفجر. لكنه لم يكن جسما طائرا مجهولا.

يتعلق الأمر حقيقة بأربع قطع من الصاروخ الصيني Longue Marche 3B الذي أقلع بضعة دقائق قبل الموعد المحدد من القاعدة الفضائية في غوانسي على بعد 700 كم من هناك. وقد تمكن هذا الصاروخ من إطلاق القمرين الصناعيين BeiDou-3 وهو ما يعادل نظام تحديد المواقع بالنسبة إلى الصين.

لكن قطعة من الصاروخ سقطت على الأرض وانفجرت دون أن تصيب أحدا. وهذا كان متوقعا على ما يبدو غير أنه أرعب بعض سكان مدينة بيس البالغ عددهم 4 ملايين رغم سماع أصوات أشخاص في الفيديو يقولون: “أووه” كما لو أنهم بصدد مشاهدة ألعاب نارية:

هذا المشهد السريالي يعزى إلى أن الصين لا تملك أماكن إطلاق صواريخ قرب السواحل أو في الصحارى، كما توضح صحيفة لوفيغارو. وهذا ما يجعل القطعة الدافعة للصواريخ الصينية والطبقات الأولى منها تسقط على الأرض دون أن يكون المكان محددا بدقة.ولكن المشكلة هي أن الصاروخ ما زال يحتوي على الوقود وهنا نتحدث عن الهيدرازين وبيروكسيد الآزوت وهما مادتان عاليتا السمّية وهما اللتان تناثرتا لحظة الانفجار. وقد جاء الفضوليون لالتقاط الصور والفيديوهات دون اتخاذ أي إجراءات وقائية.

قريبا من القطعة الدافعة للصاروخ Long March 3B الذي سقط قرب المباني في مقاطعة غوانسي بعيد إطلاقه.

ولقد سبق أن أشير إلى الصين في الماضي حول أعمال مشابهة، كما تذكر إذاعة RFI. في 2009، روى صحافي صيني في شريط وثائقي كيف أن سكان سوينينغ وسط البلاد شهدوا مرارا سقوط قطع من صواريخ منذ عشرين سنة تقريبا. وكتبت نفس الإذاعة “علمنا أيضا أن العسكر يشتري سكوت السكان عندما تكون الأضرار الناجمة عن سقوط أجزاء هذه الصواريخ كبيرة جدا.”

القطعة الدافعة للصاروخ Long March 3B ما زالت تحترق بعد أن ارتطمت بالأرض.
(photo via 9ifly.cn)