عين اليمن على جنوب اليمن

التحالف ليس هدفه إعادة الشرعية والأحمر أدخل القوات السعودية الى المهرة ..الحريزي يكشف المستور ويتحدث بوضوح عن الإحتلال السعودي

المشهد الجنوبي الأول / المهرة

كشف وكيل محافظة المهرة السابق الميد علي سالم الحريزي خلال مقابلة أجراها مع قناة الجزيرة عن الدور الذي لعبه علي محسن الأحمر في مساندة القوات السعودية بالتوغل الى أراضي المهرة والسيطرة عليها مؤكداً ان القوات السعودية دخلت المهرة في نوفمبر الماضي بأوامر من نائب الرئيس علي محسن، وجاء الفريق بطريقة عجيبة، فمنعه المواطنيين، وبعد ثلاث أيام جاءتنا برقية من الفريق علي محسن الأحمر بأن هذا الفريق جاء إلى مطار الغيظة لتقديم دعم لوجيستي للجيش الوطني في المهرة لمكافحة التهريب.

وأضاف الحريزي في حوار له مع قناة الجزيرة في برنامج “لقاء اليوم” إنه وبعد وصول الفريق تحول مطار الغيظة في محافظة المهرة، إلى ثكنة عسكرية سعودية ووصلت طائرات النقل العسكرية، واستقدام مدرعات عسكرية، وقوافل من المعدات العسكرية، خرج أبناء المهرة ليقودوا حراكا ضد الفريق العسكري وضد هذا الإحتلال الإماراتي لمطار الغيظة، في حافظة المهرة”.

وإجابة على سؤال صحفي قناة الجزيرة في ما هي خطورة تواجد قوات سعودية في محافظة المهرة؟ قال الحريزي: “الفريق السعودي وبعد وصول برقية علي محسن الأحمر اجتمع معنا في المطار بحضور مشائخ محافظة المهرة، وقالوا لنا نحن لم نأت إليكم كتحالف بل جئنا كدولة سعودية لتقديم الخدمات وأفتتح لكم المطار”.

وفيما يتعلق بدعم الحكومة الشرعية للتواجد السعودي في محافظة المهرة، أوضح الحريزي أن “القوات السعودية متواجدة في الغيظة كتواجد إحتلالي بامتياز، وزيارة الرئيس هادي الأخيرة إلى محافظة المهرة أظهرت هذا، لأنه يفترض أن يكون محافظ المهرة -مهما كان غير مرغوب فيه- هو من يستقبل هادي، لكن هذا لم يحدث واستقبله السفير السعودي محمد آل جابر، الحاكم الفعلي في محافظة المهرة”.

وكشف الحريزي في لقائه  “أن طائرة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وصلت حينها إلى مطار الغيظة قبل طائرة السفير السعودي بنصف ساعة لكن الرئيس انتظر وصول السفير السعودي ثم نزل من طائرته واستقبل فخامة الرئيس، في إشارة واضحة إلى أن السعودية والإمارات تضغط على الحكومة الشرعية ضغطا قويا، وبالتي علينا أن نحرس أرضنا وسيادتنا، ونناهض كل هذه الإجراءات الغير قانونية في محافظة المهرة”.

وردا على سؤال هل تعتقد بأن الشرعية عاجزة عن مواجهة ضغوطات التحالف، قال الحريزي: “فعلا، حصلت ضغوطات على الرئيس هادي في عدن، ومنعوه من النزول في مطار عدن، كما منعوا الحكومة من ممارسة أعمالها وفتح الموانئ والمطارات وتصدير النفط والغاز، ليحدث ما يحدث الان في البلاد”.

وتابع الحريزي: “بعد فهمنا لوضع الشرعية مع تحالف السعودية والإمارات، وجدنا أن هدف التحالف لم تأتِ لإعادة الشرعية، وإنما لتخريب اليمن، وتدمير شماله وجنوبه، ومن أجل قتل الشعب اليمني، وإحتلال أراضيه، نقولها بالعربي الفصيح ولا أصدق أن التحالف جاء لاستعادة الشرعية.. أنا كنت في صنعاء ومطلعا على الوضع، السعودية لعبت أوراقا في اليمن أثناء الحوار الوطني، وكانت كل أوراقها خاسرة، وأهم تلك الأوراق سعيها لقتال بين الحوثيين وحزب الإصلاح، ولكن هذا لم يحدث وترك حزب الإصلاح الساحة للحوثيين، وبالتالي اتخذت قرار “عاصفة الحزم” دون علم من الرئيس هادي، حسب ما فهمنا منه شخصيا”.

وطالب الحريزي خلال اللقاء، “الحكومة الشرعية بموقف حازم تجاه السيادة الوطنية”، مؤكدا “استمرار الاحتجاجات والتصعيد في محافظة المهرة حتى تتحقق مطالب أبناء المحافظة، وسنستخدم كل السبل لتحقيق تلك المطالب”.

وقال الحريزي: “لا أتوقع أن تستخدم السعودية القوة ضد أبناء محافظة المهرة، لكن لو حدث واستخدمت فإن أبناء المهرة سيدافعون عن بلدهم، ولن يتركوا السعودية تعبث بأمن وسلامة أراضيهم إطلاقا، ونحن أصحاب الحق والأرض ودوما الغازي مهزوما ومهما تكبدنا من خسائر، وأي تفكير سعودي باستخدام القوة ستدفع ثمنه فقدان كل مصالحها على مدى البعيد”.

وتعليقا على سؤال من أين يستمد أبناء المهرة قوتهم في مواجهة التحالف السعودي الإماراتي؟، قال الحريزي إن “أي شعب حر وغيور على أرضه يستمد قوته من أبناء شعبه ومن الأرض، وبالتالي فأبناء المهرة وكل اليمنيين جاهزين للدفاع عن بلدهم”.

وعن محاولات السعودية مد انبوب نفطي في المحافظة، قال الحريزي: “شاهدتم الشباب الذين أزالوا علامات استحداث مشروع انبوب النفط السعودي في الخراخير بالربع الخالي باتجاه الشاطئ، كانت قد وصلتنا معلومات بشأنها قبل استحداثها من قبل شريكة سعودية، واستطعنا إيقاف الشركة، وكان مهرجان شحر هو علامة بارزة ورسالة قوية إلى السعودية والحكومة الشرعية بأن السيادة لا يمكن لأحد أن يمسها”.

وأكد الحريزي بأن تلك العلامات ليست ترسيما للحدود، فالحدود مرسمة، لكن السعودية “تريد أن تسير طريقا امنيا لها ولإعادة إعمار اليمن حسب زعما، لكن لا يمكن أن يكون إعادة إعمار اليمن من الربع الخالي، وكذلك المهرة ليست مدمرة وفيها نهضة اقتصادية ومعمارية، والمحافظات المدمرة هي عدن وأبين ولحج، ويفترض أن يبدأ الإعمار من هناك وليس من المهرة”.

وأوضح الحريزي بأن “لا وجود لطريق بري بين السعودية واليمن كما يقولون، وإنما هذا الطريق خاصا بالقوات السعودية ولتمرير انبوب النفط، وكما أن السعودية دولة فنحن دولة ومن حقنا أن نرفض أي انتهاك لأرضنا إلا باتفاقيات سيادية تحفط لليمن سيادتها وكرامتها”، مضيفا، بأن “الحكومة الشرعية على علم بالانبوب النفطي لكنها مغيبة ومضغوط عليها، لأن الأشقاء في السعودية والإمارات ووفقا للمثل الشعبي “عابوا بالشرعية”.

وحذر الحريزي من أن مد الأنبوب النفطي الذي تسعى إليه السعودية في المهرة “معناه أن تبقى المهرة تحت الاحتلال السعودي، ولهذا نحن ندرك أن بيب النفط والذي سيضخ 500 الف برميل يوميا على البحر العربي ستكون هناك مصالح اقليلية ودولية، وبالتالي علينا نقف نكثف جهودنا كي لا يتم هذا المشروع”.

وعن صحة معلومات إزالة السعودية لعلامات حدودية وتوغلها داخل الأراضي اليمنية، قال الحريزي: لا امتلك أي معلومات عن هذا، لكنني أفهم وكنت موجودا على الأرض، فالعلامات موجودة من نقطة المثلث الدولي بين سلطنة عمان واليمن والسعودية إلى البحر الأحمر ووضعتها شركة المانية، وحتى وإن أزالوا علامة أو علامتين فالاحداثيات موجودة والترسيم موجود ولا تستطيع السعودية أن تزيلها، وفيما يتعلق بالتوغل السعودي فهذا حدث، وتوغلت 300 كيلو إلى البحر العربي واحتلت المطار في المهرة، وأصبحت بحكم دولة محتلة للبلد بكلها.

وتطرق الحريزي إلى الحملة الاعلامية السعودية ضده واتهامه بتهريب السلاح للحوثيين قال الحريزي: “التقيت مرة مع مسؤولين سعودين في مطار الغيظة وقالوا لي هذا، فقلت لهم بأن المخابرات السعودية إذا تمتلك معلومات عن تهريب ولا تعرف من يقوم بها فهذه مشكلة كبيرة، ونحن لسنا مهربين سلاح ولا إرهابيين، الطائرات هي الإرهاب، وإرعاب المواطنيين والجيش السعودي في المهرة هو الإرهاب”، واصفا الإعلام السعودي بـ الاعلام المفلس”.

ونفى الحريزي وجود تهريب أسلحة للحوثيين عن طريق المهرة، متحديا القوات السعودية المتواجدة في محافظة المهرة منذ عشرة أشهر القبض على شحنة أسلحة كانت مهربة أو حتى بندقية واحدة. وقال الحريزي: “نسمع وسائل إعلام السعودية والإمارات يتحدثون عن تهريب السلاح للحوثيين، فبالله عليك صواريخ باليستية يتم تهريبها في سيارات هيلوكس؟. هذا كلام فارغ، وتبرير لدخولهم واحتلالهم للمهرة، ولم يعد هذا الكذب ينطلي على أحد من أبناء اليمن، وكل الناس فهموا ما الذي تريده السعودية والإمارات في اليمن”.

وأشار الحريزي إلى “أن موقف سلطنة عمان الشريف من الحرب في اليمن ربما أزعج الحلفاء فجاؤوا إلى المهرة لمضايقة الأشقاء في سلطنة عمان، وأكبر تأكيد على عدم وجود تهريب للأسلحة من المهرة هو عدم قدرة التحالف على إثبات شحنة سلاح واحدة تم القاء القبض عليها”.

وردا على سؤال لماذا لا يطلب أبناء المهرة وساطة عمانية بينهم والتحالف لإيجاد حل بدلا من بقاء المهرة رهينة لتجاذبات التحالف وعمان، قال الحريزي: نحن لسنا جهة مخولة ولا زلنا نؤمن بأن هناك قيادة شرعية معترف بها، ولو كان القرار بيد أبناء المهرة فسنقوم باجراء مثل هذا، لكننا واثقين بأن سلطان سلطنة عمان لن يترك المهرة، وسيعمل من أجل تخفيف هذا التوتر، وإقناع العالم بالوقوف إلى جانب أبناء المهرة وعدم ذبحهم عندما يقفون دفاعا عن أرضهم وشعبهم”.

وتابع الحريزي: “تعتبر محافظة المهرة هي عمق لسلطنة عمان، وتسعى السلطنة دائما لأن تكون المهرة آمنة وهادئة، ولا تكف عن مساعدتنا في عدة مجالات لكن دون تدخل في شؤوننا أو مساس بكرامتنا وسيادتنا إطلاقا، ولي علاقة جيدة مع الإخوة في المهرة، وأنا متأكد بأنهم لا يريدون أكثر من أن يروا المهرة آمنة وهادئة، وليس لهم أي أطماع فيها”.

وفيما يتعلق بإعلان السعودية إطلاق برنامج لإعادة إعمار المهرة قال الحريزي: “البرنامج الذي أطلقه السفير السعودي في المهرة هو برنامج واضح ويريد من خلاله شراء كرامتنا عن طريق إنشاء جامعة ومستشفيات، وكلها لأجل تمرير مشروع البيب النفطي السعودي، وهذا لن يمر، ولا نريد مستشفى أو جامعة إن كان الهدف منها هو انتزاع كرامتنا”.

وأكد الحريزي على وحدة النسيج الاجتماعي في محافظة المهرة، معبرا عن حبه واحترامه للرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته، رغم إقالته التي قال بأنها لم تؤثر عليه ولا زال يعمل إلى جانب أبناء المهرة في التصدي للمشاريع السعودية في المهرة.

المصدر المهرة بوست

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com