عين اليمن على جنوب اليمن

الإمارات … حليف سيء

المشهد الجنوبي الأول \

منذ أن دخلت الإمارات العربية المتحدة على خط الأزمة والصراع الدائر في الجنوب العربي واليمن ترهلت كل المشاريع وتراجعت حدة كل الأصوات والشعارات الثورية الرنانة وحدة الخصومة بين الإطراف المتصارعة بالذات منذ أول همس في إذن كل طرف من قبل الإمارات .

استطاعت الإمارات رغم سياستها الغبية بالمال أن تروض ثلاثي العداء والتناقض ابتدأ بالمجلس الانتقالي الجنوبي ثم ورثة الهالك ثم حزب الإصلاح . وكانت زيارة واحدة لابوظبي كافية لان يعود بعدها كل طرف من هذه الإطراف ناكص الرأس . وبذلك استطاعت أن تضعهم جميعا في سلة واحدة . فغدا ثلاثي العداء والخصومة أصحاب المشاريع المتناقضة ينكسون رؤوسهم في حضرة سلطانهم الجديد ولا يجرؤان على  مخالفة أوامره حتى لو خالفت الأهداف والمبادئ التي صعدوا بها على ظهور الجماهير .

المؤسف في الأمر ان الحليف الأول للإمارات سيكون في قعر هذه لسلة ثم من تحالفوا بعدة بمعنى انه قد لا يسلم من الكثير من الضغط  ، وفي كل الأحوال الإمارات حليف سيء لكل الأطراف لأنها دخلت على خط  الأزمة باسلوب الاستغلال والمتاجرة بالأم الشعبين والإفراط في استعراض خلاف حالة النقص والضعف و اللاوجود . ألان أوغدا سنسمع الكثير من الأصوات الشريفة  داخل المجلس الانتقالي الجنوبي تريد الخلاص والتحرر من هذه الأزمة التي وصلوا إليها بسبب عشوائية التكوين  الذي دمر معنويات تيار النزعة الثورية التحررية  وترك مساحة كافية للمشايخ والشخصيات من ذوي الأطماع الشخصية التي تسلقت في المنعطف الأخير تلك المشهورة بنزعة حب التسلط  والمصحة التي تحمل مشروع شخصي مستقبلي  بعيد تماما عن أحلام الجماهير .

أما فيما يتعلق برضوخه لمطالب الإمارات بصورة اقرب ما تكون الى علاقة عاطفية بعيدا عن النزعة الثورية ذات الاشتراطات المعقدة ، فهو رضوخ من المؤكد انه كان نتاج تأثير تيار المتسلقين الباحثين عن مصالح شخصية في المستقبل كأمراء هنا وهناك من يجيدون بيع كل شيء حتى الشعب والأرض . رضوخ  كانت بداياته عندما تبلدت عقول تيار النزعة الثورية  وعاقبته في نهاية المطاف أنهم سيجدون أنفسهم  أنهم بحاجة الى تحرير ذاتهم من هذه القيود و الهيمنة لكن سيحتاجون إلى الكثير من الجهد ليثبتوا للشارع الجنوبي أنهم كانوا يتعاملون بنوايا حسنة ولهذا السبب سيفضلون الصمت حينها.

في قادم الأيام لن يكون المجلس الانتقالي الجنوبي هو حامل راية التحرير بل ان الاشتراطات والاملاءات والهيمنة من قبل الإمارات ستكون خلافا لما يشتهي تيار النزعة التحررية ولن يكون أمامهم إلا الانصياع والقبول مذعنين او التخلي عن المجلس والعودة الى بيوتهم ولن يسمح لهم بحمل المجلس كاسم في حقائبهم لان تيار المتسلقين من المشايخ والشخصيات ذات الأطماع الشخصية سيمثلون هذا المجلس الجنوبي وسيقدمون أنفسهم كطرف يمثل الجنوب مسنود بقوة المال الإماراتي ولن يترددوا في المتاجرة بقضية وطن  ، وفي كل الأحوال لن تكون هناك فرصة  للنجاة لأي من ثلاثي الرهينة بالذات عندما يحاول أي منهم التمسك بمشروعه الحقيقي وسيكتب لهم النجاح جميعا اذا قبلوا استبدال مشاريعهم بالنسخة الإماراتية المعدلة .

 

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com