“درع الوطن” و”دفاع شبوة”.. أدوات صراع تنهش حياة المواطنين
المشهد الجنوبي الأول – تقرير
في محافظة شبوة “توتر متصاعد”، و فخٌ يُنصب ، ووقودٌ يُلقى في أتون حرب لا ترحم. شبوة الكنز اليمني من النفط والغاز تحولت إلى رقعة شطرنج ، تُدار عليها مؤامرات التحالف السعودي والإماراتي التي تدفع بأذرعها العسكرية في سباق محموم للسيطرة على ثرواتها، غير عابئة بالثمن الباهظ الذي يدفعه أبناؤها من حياتهم ومعيشتهم المنهارة.
تتصاعد حدة التوتر في شبوة مع تحركات عسكرية متبادلة. فمن جهة، تسعى قوات “درع الوطن” المدعومة سعوديًا إلى فرض سيطرتها بالقوة على المواقع الاستراتيجية: حقول النفط ومحطة بلحاف لتصدير الغاز المسال.
هذه التحركات، التي تهدف بوضوح إلى الهيمنة على شرايين شبوة الاقتصادية، تُقابل بغضب وقلق من قبل قوات “دفاع شبوة”.
في المقابل، تتلقى قوات “دفاع شبوة” دعمًا إماراتيًا مكثفًا، وتدفع بها لتعزيز مواقعها وقطع الطريق أمام أي تمدد لقوات “درع الوطن”.
هذه لعبة شد وجذب خطيرة، لا هدف لها سوى السيطرة على الثروات، تاركةً خلفها دمارًا في حياة المواطنين. فالمنشآت الحيوية في شبوة لا تمثل شريانًا اقتصاديًا للمحافظة فحسب، بل للبلاد بأكملها، والسيطرة عليها تعني حكمًا على مصير الملايين.
طيران حربي يحلق: نذير شؤم على رؤوس المواطنين في المحافظة!
الأمر الذي يبعث قلق المواطنين، والذي تشهده شبوة منذ أسابيع، هو التحليق المستمر والمكثف للطيران الحربي في سمائها. ليس تحليقًا روتينيًا، بل هو إشارة واضحة على أن الخلاف بين التحالف السعودي والإماراتي قد وصل إلى نقطة اللاعودة. هذا التحليق يزرع الرعب في قلوب السكان، ويزيد من معاناتهم، ويؤكد أن المواجهة قد تقترب، وسيدفع ثمنها الأبرياء.
شبوة: كنز منهوب وحياة مدمرة!
شبوة، التي كان من المفترض أن تكون قاطرة التنمية في اليمن، أصبحت اليوم ساحة حرب بالوكالة، يدفع ثمنها أبناؤها. بينما تتصارع القوى الإقليمية على نفطها وغازها، يعيش سكان المحافظة في ظروف معيشية قاسية، محرومين من أبسط الخدمات.
وتُعد شبوة من أبرز المحافظات المنتجة للنفط والغاز في اليمن، مما يجعلها مطمعًا للقوى الإقليمية. ولكن بينما تتصارع قوات السعودية والإمارات على هذه الثروات الضخمة، يعيش أبناء المحافظة في ظروف معيشية مزرية، يعانون من تدهور غير مسبوق في الخدمات وغياب تام للتنمية. و يعيشون في فقر مدقع فوق بحر من النفط، تُنهب ثرواتهم أمام أعينهم.
ويُحذر مراقبون من أن استمرار هذا التنافس المدمر بين القوى المتصارعة يهدد بزعزعة الأمن والاستقرار الهش في المنطقة، ويزيد من تفاقم المأساة الإنسانية. فالمواطنون في شبوة يجدون أنفسهم عالقين في مرمى نيران صراعات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.