معهد أمني إسرائيلي يكشف ضربات إيران الصاروخية
المشهد الجنوبي الأول _ متابعات
في تقييم هو الأبرز منذ اندلاع المواجهة العسكرية الأخيرة بين طهران وتل أبيب، كشف “معهد دراسات الأمن القومي” التابع لجامعة “تل أبيب”، عن حجم الخسائر الكبيرة التي تكبّدها الاحتلال الإسرائيلي نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة، والتي وصفت بأنها الأضخم من نوعها في تاريخ الاشتباك بين الطرفين..
وبحسب التقرير، أطلقت إيران 591 صاروخاً باليستياً و1050 طائرة مسيرة، مما أسفر عن 29 قتيلاً و3491 جريحاً بين الجنود والمدنيين الإسرائيليين، إلى جانب نزوح أكثر من 11 ألف مستوطن من منازلهم المتضررة، وتقديم 38,700 طلب تعويض.
وأشار التقرير إلى أن هذه الهجمات تسببت في تفعيل صافرات الإنذار 19,434 مرة بسبب الصواريخ، و609 مرات بسبب الطائرات المسيرة، في أكبر موجة إنذارات تشهدها إسرائيل في تاريخها الحديث.
ورغم الأداء الدفاعي الجيد من الناحية التقنية، فقد كشفت الهجمات عن ثغرات هيكلية في منظومة الردع الجوية، ما أثار قلقًا واسعًا داخل الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.
ويُعد هذا التقييم بمثابة إقرار غير مباشر من أحد أبرز مراكز التفكير الأمنية الإسرائيلية بفشل احتواء الضربة الإيرانية، ويؤكد أن تداعيات المواجهة الأخيرة ما زالت مستمرة، ليس فقط على الصعيد العسكري، بل أيضاً في المجالين السياسي والاقتصادي.
قبرص تتحول إلى ملاذ آمن للإسرائيليين الهاربين من الحرب
وفي تطور لافت يعكس القلق الشعبي العميق داخل الكيان المحتل، كشفت صحيفة “بوليتس” القبرصية عن تصاعد ملحوظ في عمليات شراء العقارات من قبل الإسرائيليين داخل جزيرة قبرص.
وأشارت الصحيفة إلى أن عدد الإسرائيليين في قبرص بلغ قرابة 15 ألفاً، وسط نشاط متسارع تقوده حركة “حباد” اليهودية التي تسعى لتأسيس نواة مجتمعية منظمة لاستقبال المزيد من المستوطنين الهاربين من التهديدات الأمنية المتصاعدة.
وأكد التقرير أن هذا التوجه يعكس ما يشبه “هروباً جماعياً” مدفوعاً بمخاوف من تجدد الهجمات الإيرانية، لا سيما بعد فشل منظومة الحماية الداخلية في امتصاص الصدمة الأولى للهجوم.
وفي سياق متصل، نقل موقع “غلوبس” الاقتصادي الإسرائيلي أن كل صاروخ إيراني سقط في الأراضي المحتلة تسبب في نحو 4,000 طلب تعويض، في حين بلغ عدد المستوطنين الذين تم إجلاؤهم خلال 10 أيام فقط أكثر من 18 ألفاً، نُقل 12 ألفاً منهم إلى فنادق، فيما تم إيواء البقية في مساكن مؤقتة.
ووفقًا لتصريحات أمير دهان، مدير قسم التعويضات في سلطة الضرائب الإسرائيلية، فقد تم تقديم أكثر من 40 ألف دعوى تعويض حتى الآن، مع توقعات بتجاوز 50 ألفاً قريبًا. كما بلغ حجم التعويضات المصروفة حتى الآن 2.5 مليار شيكل، ومن المرجح أن يصل إلى 5 مليارات شيكل (نحو 1.5 مليار دولار) في حال استمر التصعيد.
ويعكس هذا النزوح باتجاه قبرص تصاعد القلق العام داخل المجتمع الإسرائيلي، وسط مخاوف من اتساع رقعة الحرب، وتحوّل إيران إلى لاعب ردع إقليمي قادر على إحداث تغييرات استراتيجية على الأرض، بما فيها البُعد الديموغرافي والاقتصادي داخل الكيان.