كارثة صحية وشوارع عتق غارقة في الصرف الصحي.. إهمال متعمد من سلطة شبوة يهدد حياة السكان
المشهد الجنوبي الأول – شبوة
تعيش مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي والإماراتي، تحت وطأة أزمة بيئية وصحية طارئة، حيث شهدت شوارعها خلال الأيام الأخيرة انفجارًا واسعًا لشبكة المجاري والصرف الصحي.
وهذا الطفح المروع حوّل مساحات واسعة من الأحياء، بما في ذلك الطرق الحيوية التي تصل إلى مستشفى عتق العام، إلى مستنقعات آسنة وبؤر ملوثة.
وهذا الوضع لا يمثل فقط منظرًا غير حضاري، بل هو تهديد مباشر للصحة العامة، وينذر بتفشي الأوبئة والأمراض المعدية بين الأهالي ومرضى المستشفى ومرافقيهم.
وأكد سكان محليون أن مياه الصرف الصحي تجاوزت حدود الطرق المحيطة بالمستشفى لتغمرها بالكامل، وذلك على الرغم من قرب تلك المناطق من مقر إقامة محافظ شبوة، عوض بن الوزير.
ويعتبر هؤلاء السكان أن استمرار هذه الكارثة هو دليل واضح على الاستهتار المتعمد بصحة وحياة المواطنين، كما أنه شاهد على فشل ذريع لصندوق النظافة والبلدية وعجزهما عن أداء أبسط واجباتهما الأساسية.
وفي سياق متصل، أشار مواطنون وتجار إلى مفارقة صارخة ففي الوقت الذي تواصل فيه سلطة المحافظ عوض بن الوزير فرض الجبايات والرسوم على السكان والمنشآت التجارية عبر صناديق المحافظة المختلفة، فإنها تعجز بالكامل عن تقديم أدنى مستويات الخدمات، وفي مقدمتها معالجة طفح المجاري ورفع المخلفات المتراكمة من الشوارع. هذه الازدواجية تبرز حالة الإهمال المؤسسي المتفشية.
كما أفادت مصادر محلية بأن معاناة المواطنين تتعمق مع الغياب المتكرر للمحافظ عوض بن الوزير، الذي يسافر كثيرًا إلى الإمارات، في وقت تتدهور فيه الخدمات الأساسية وتتعطل داخل المحافظة.
وتشدد هذه المصادر على أن ضعف الإدارة الحكومية في شبوة، تحت سيطرة القوات المدعومة من التحالف، قد فاقم حالة السخط الشعبي المتصاعدة، خاصة في ظل غياب أي خطط حكومية حقيقية وواضحة لمواجهة الأزمات الخدمية المتراكمة.
وطالب الأهالي بضرورة أن تضطلع السلطة المحلية بمسؤوليتها فوراً، وأن توقف حالة الإهمال المستمرة التي تضع الحياة اليومية للسكان على المحك.
ودعوا إلى تحرك عاجل لإصلاح شبكة الصرف الصحي المتهالكة، وتفعيل آليات الرقابة على أداء المكاتب الخدمية، وإعادة هيكلة الإدارات الحكومية ذات الصلة لضمان القيام بمهامها المنوطة بها دون تقاعس.
