انهيار الخطوط الأمامية للإصلاح.. قوات الانتقالي تسيطر على “عارين” بين شبوة ومأرب
المشهد الجنوبي الأول – شبوة
شهدت الساحة العسكرية في اليمن تطورات متسارعة تشير إلى انهيار جديد في صفوف القوات الموالية لحزب التجمع اليمني للإصلاح المحسوب على الشرعية، حيث تمكنت قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعومة من الإمارات، من بسط سيطرتها الكاملة على معسكر عارين الاستراتيجي.
ويقع هذا المعسكر على الحدود الفاصلة بين محافظتي شبوة ومأرب، ضمن منطقة صحراء عارين، في محافظة شبوة الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي والإماراتي.
وتأتي هذه الخطوة في ظل توسع ملحوظ لنفوذ قوات الانتقالي والفصائل الموالية للإمارات في المحافظات الجنوبية، وصولاً إلى وادي حضرموت.
وقد أحكمت “قوات دفاع شبوة”، التابعة للمجلس الانتقالي، سيطرتها على معسكر عارين صباح اليوم عقب انسحاب مفاجئ للقوات التي كانت تتمركز فيه، والتي يُعرف عنها أنها تشكيلات سبق أن انسحبت من شبوة بعد سيطرة الانتقالي عليها في عام 2022.
ويُعد سقوط هذا المعسكر بمثابة انهيار للخطوط الأمامية لحزب الإصلاح على تخوم مأرب. بالتزامن مع ذلك، بدأت الإمارات، الأربعاء، في تنفيذ تحرك عسكري واسع النطاق يستهدف مدينة مأرب نفسها، التي تُعتبر آخر معاقل حزب الإصلاح شمال اليمن، مما يلوح في الأفق ببوادر معركة وشيكة قد تعيد رسم خريطة السيطرة في الشمال.
وقد أظهرت مقاطع إعلامية تابعة للانتقالي توغّل قوات إماراتية وفصائل موالية لها في صحراء عارين.
وتشير المصادر إلى أن العمليات العسكرية لا تقتصر على محور عارين، بل تتواصل عمليات الزحف عبر صحراء حضرموت، بهدف تطويق مأرب وخنقها من جهتين. حيث أصدرت القوات الإماراتية أوامر بتمركز ثلاثة تشكيلات عسكرية على أطراف مأرب المطلة على حضرموت، تشمل قوات محور سبأ المقربة من نجل صالح ولواء من دفاع شبوة، وقوة ثالثة تابعة لطارق صالح.
ويُقرأ هذا التحرك عبر الطريق الصحراوي بأنه مرحلة الإطباق النهائي على مأرب، التي أصبحت على أعتاب مرحلة حساسة وسط توقعات مبكرة بقيادات الإصلاح بسقوطها.
ويؤكد مراقبون أن هذه التطورات هي جزء من هندسة التحالف السعودي الإماراتي للقوات الموالية له في المحافظات الجنوبية، وإعادة هيكلتها لتنفيذ أجنداته الجديدة في اليمن.
