السعودية تحشد في حضرموت وتطيح بتمرد داخل المنطقة العسكرية الثانية: تصعيد متسارع على أبواب الهضبة النفطية..!

المشهد الجنوبي الأول _ حضرموت

دفعت السعودية، يوم الاثنين، بقوات كبيرة إلى مناطق سيطرتها شرقي اليمن، في ظل تصاعد التوتر مع الفصائل الموالية للإمارات. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي وصول عشرات الأطقم والعربات العسكرية تباعًا إلى مدينة سيئون، المركز الإداري لوادي وصحراء حضرموت، قادمة من منفذ الوديعة الحدودي.

وتُظهر المقاطع مرور أكثر من مئتي آلية عسكرية تتبع فصيل “درع الوطن”، الذي يشرف عليه قائد الدعم في التحالف سلطان البقمي، وتدار عملياته من غرفة عمليات تقع على الحدود اليمنية – السعودية. وتأتي هذه التعزيزات في وقت بلغ فيه التوتر في حضرموت – الثرية بالنفط – مستويات غير مسبوقة.

وكانت خطوط التماس بين الساحل والوادي قد شهدت اشتباكات، يوم الأحد، بعد محاولة فصائل مدعومة إماراتيًا التوغل في الهضبة النفطية، حيث تتمركز قوات موالية للسعودية.

وتُشير هذه الحشود إلى قرار سعودي بحسم أي محاولة اختراق باتجاه مناطق النفط، خصوصًا مع بقاء قوات سعودية من “درع الوطن” داخل حضرموت منذ أشهر.

في السياق نفسه، اكتنف الغموض مصير قائد المنطقة العسكرية الثانية في حضرموت، اللواء سعيد بارجاش، بعد اتهامه بمحاولة الانقلاب على المحافظ الجديد المدعوم سعوديًا، سالم الخنبشي. وتضاربت الأنباء بين حديث عن استقالته، وتقارير عن توجه سعودي لتغييره على خلفية التطورات الأخيرة.

وكان بارجاش، المقرب من عضو المجلس الرئاسي فرج البحسني، قد أصدر توجيهات باسم المحافظ تقضي بالتحرك العسكري نحو الهضبة النفطية، لكن قيادات أمنية وعسكرية رفضت التنفيذ بانتظار أوامر رسمية من المحافظ.

وبحسب مصادر في مكتب المحافظ، فإن بارجاش كان يخطط لاستغلال لحظة وصول المحافظ لتنفيذ هجوم خاطف، غير أن الخطة فشلت بعد أن استدعى الخنبشي جميع القيادات ضمن إطار اللجنة الأمنية العليا، وأمرهم بالالتزام بالتهدئة ووقف أي تصعيد. وقد غاب بارجاش عن هذا اللقاء، ما عزّز الشكوك حول مصيره.

وفي الوقت ذاته، بدأت فصائل مدعومة من الإمارات، مساء الأحد، هجومًا على مواقع موالية للسعودية في الهضبة النفطية، لكنها اضطرت للانسحاب بعدما فشل وصول التعزيزات التي كانت معدة لدعم الهجوم.

التحليل:

تكشف التطورات في حضرموت عن سباق مكشوف بين السعودية والإمارات لفرض معادلة جديدة في الهضبة النفطية، التي باتت نقطة الارتكاز في صراع النفوذ شرق اليمن.

الحشود السعودية ليست مجرد خطوة دفاعية؛ بل تحمل رسالة واضحة مفادها أن المساس بالوادي أو الحقول النفطية سيُواجَه بحسم. في المقابل، تحاول الفصائل المدعومة إماراتيًا اختبار قدرة السعودية على الرد، عبر عمليات جس نبض محدودة.

أما محاولة الانقلاب داخل المنطقة العسكرية الثانية، فتُظهر أن الصراع لم يعد محصورًا بالجبهات، بل تمدد إلى البُنى العسكرية والإدارية ذاتها. فبارجاش يمثل تقاطع نفوذ بين البحسني وأبوظبي، وما جرى يؤكد سعي السعودية لتأمين قرارها في حضرموت، ومنع بروز أي مركز منافس داخل الهرم العسكري.

المشهد برمته يعكس انتقال حضرموت من حالة “التنافس الصامت” إلى صدام محكوم بموازين القوة على الأرض. وإذا استمر الدفع المتبادل للتعزيزات وغياب مسار سياسي يضبط الأطراف، فقد تصبح الهضبة النفطية ساحة الصراع الأكبر في الشرق اليمني خلال المرحلة المقبلة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com