عين اليمن على جنوب اليمن

المرضى.. بين مطرقة المستشفيات الخاصة وسندان الحكومية

تقرير / الخضر عبدالله
عندما يصاب شخص بمرض ماء ويشار عليه بالذهاب إلى المستشفى يغمى عليه فيفضل البقاء على فراش المرض في المنزل ويقول أن ذلك خير له من أن يذهب إلى المستشفى فيعود مديونا كسيحا أو مشلولا بعد أن كان يعاني فقط من حمى عارضة.

ليس البلاء والمرض الذي يجنيه المحموم من زيارته المستشفى فحسب بل يصاب أيضا بداء الدين وفراغ الجيب خاصة في المستشفيات الخاصة, وهذا هو موضوعنا اليوم الذي سنحاول من خلال هذه الوقفة استعراض جزء بسيط من هموم المرضى الزائرين للمستشفيات سواء خرجوا أحياء أو أموات.

وتتناول “عدن تايم” جانباً من حكايات الطب الخاص، التي أصبحت مقابر مفروشة تنهش جيوب البشر ولا تهتم بما يعانيه المرضي والمواطنين بسبب الأوضاع التي تمر بها المحافظات الجنوبية وكثرة الاصابات بأمراض عديدة ومنتشرة لقلة الدخل والظروف القاسية .

منشاءات للكسب
يعمل بعض الأطباء في المستشفيات الخاصة على تقرير أدوية بكميات كثيرة خاصة لمن هم في غرفة العمليات أو في الرقود رغم عدم الحاجة لها ويفرضون على قليلي الوعي شراءها من صيدليات المستشفيات نفسها، لأن الأطباء يتحصلون على نسبة من كل ذلك، وهذا ما يؤكده غالبية المواطنين وما تؤكده شكاويهم.

يقول المواطن صالح أحمد فضل ان الطب هو عمل إنساني قبل ما يكون تجاري او يسعي للربح لكن نجد بعض المستشفيات الخاصة تتاجر بأرواح الناس ومن أمثالنا نحن الفقراء لا نستطيع العلاج او الذهاب اليها بسبب ارتفاع تكلفة الفحوصات والتحاليل التي يفرضها عليك الطبيب المعاين التي تكون في بعض الأحيان ليس لها مبرر لاستنزاف جيوب المرضي وأضاف” صالح ”
حتي العلاجات في الصيدليات الخاصة أسعارها مضاعفها عن الصيدليات الخارجية .

تكاليف باهظة

تعمل المستشفيات الخاصة على عدم قبول أي حالة مرضية إلاّ بمبلغ العربون مقدما
هذا ما أكده المواطن احمد الربوعي حيث قال ان المستشفيات الخاصة في محافظة عدن لا تقبل بأجراء عملية لمريض مهما كانت حالته خطرة تستدعي التدخل السريع لإنقاذ حياته الا بعد دفع عربون مقدم او رهن ذهب يغطي قيمة العملية وفي مثل هذه الظروف من المتردية وانعدام مصادر الدخل صعبا جدا علي الشريحة العظمي من سكان المحافظة بتوفير طلبهم وقد يتوفي المريض علي بوابة المستشفي دون رحمة او شفقه .

يقول احد مدراء المستشفيات الخاصة بعدن ان القطاع الخاص ليس المسئول عن المواطن لأنه استثمار مرتبط بالربح والخسارة بعكس المستشفيات الحكومية التي تتكفل الدولة بتكاليف تشغيلها ودفع أجور موظفيها من اجل خدمة المواطن ولكن المستشفيات الخاصة تقع علي عاتقها مسئولية إنسانية تجاه المجتمع في توفير خدمة صحية افضل تغني المواطن عن السفر خارج اليمن لطلب
العلاج.
وأضاف أننا في المستشفى نتكبد خسائر كبيرة خاصة في الأوضاع الراهنة التي تشهدها بلادنا منها توفير الكهرباء حيث ندفع شهريا مبالغ باهظة كقيمة ديزل بسبب انقطاع الكهرباء
ونفي المدير الاتهام بأحتجاز المرضي داخل المستشفيات الخاصة وقال هناك آلية متبعه في المستشفيات الخاصة سواء في محافظة عدن وباقي المحافظات وهي تقديم المريض او أسرته رهونات تغطي قيمة المديونية علي المريض وهذا من حقهم لضمان التسديد.
واختتم حديثه بالقول ان المستشفيات الخاصة تقدم خدمات لمن يستطيع دفع ثمنها ومن لا يستطيع فالمستشفيات الحكومية هي المسئولة عنه وعليها ان تتحمل تلك المسؤولية .
مستشفيات حكومية
وتنتشر المرافق الصحية التابعة للدولة في كل مديرية من مديريات المحافظة الجنوبية ,ولكن بسبب انعدام الثقة بين المواطنين وتلك المستشفيات ساعد ذلك على استشراء فساد المستشفيات الخاصة وانتشارها بكثرة وما لجأ المرضى إليها الا عدم ثقة في المستشفى الحكومي رغم ان هنالك الكثير من الجهود التي تبذل من قبل المسئولين عن هذه المستشفيات للارتقاء بمستوى الكادر الطبي والخدمات الصحية الى افضل المستويات والمؤكد ان الهيئة العامة لمستشفى زايد للجراحة بالمنصورة نموذج مشرف للمشفى الحكومي اذ ان خدماته الطبية فاقت مستوى المشافي الخاصة كفاءة وقدرة
ويشهد مستشفى زايد للجراحة اقبال كبير بسبب انتشار الأمراض وتدني خدمات معظم المرافق الحكومية او افتقارها القدرة علي تقديم الخدمات الصحية اللازمة للمواطنين وكذا تدني الدخل
وجشع المستشفيات الخاصة.

نماذج للمعاناة
النازح عبدالوارث سعيد وهو احد النازحين من مدينة تعز يقول انه اسعف ابنته التي تعاني من حمي الضنك وسوء تغدية الحاد الى مستشفي زايد وهناك وجدت الاهتمام بها وانقاذ حياتها وأضاف عبدالوارث ظروفنا صعبه ولا نملك قوت يومنا ولكن وجدنا هناك من مازال يملك في قلبه رحمه وشفقه.

بينما المواطن محمد نصر يقول انه اجرى عملية استئصال البروتستات في احدى المستشفيات الخاصة وخسر اكثر من 700 الف ولم يعد قادرا ان يدفع المزيد واراد ان ينتقل الي مستشفي زايد الحكومي باعتباره المستشفي الحكومي الوحيد الذي مازال يقدم خدامته للمرضى .

ختاما.. يتسأل الكثير من المواطنين في محافظة عدن عن دور مكتب الصحة في معاقبة المستشفيات الخاصة في ترفيع تكلفة العمليات والعلاج ؟!.. وتركها للمرضى وهم ينزفون حتى الموت بحجة أن المبلغ الذي وضع في الصندوق غير كاف لبدء إسعافهم ؟!.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com