عين اليمن على جنوب اليمن

القاعدة والإخوان مشروع إرهابي برعاية صالح

المشهد الجنوبي الأول/متابعات خاصة

يعود تاريخ التنظيمات الإرهابية في اليمن إلى منتصف سبعينيات القرن الماضي، حين جاء علي عبدالله صالح إلى الحكم، عقب اغتيال الرئيس اليمني الشمالي حينها، أحمد محمد القشمي.

وأرسل صالح المئات من اليمنيين إلى أفغانستان لقتال الاتحاد السوفيتي حينها، قبل أن تعود تلك القيادات لتشكل في مطلع تسعينيات القرن الماضي «جماعة حزب الإصلاح»، ومن هنا بدأ الإرهاب ينتشر، وكان أول المستهدفين من إلأرهاب هو نظام عدن، الذي كان قد دخل للتو في وحدة مع صنعاء ضمن أحلام القوميين العرب، حينها.

.

اليمن الجنوبي، أو جنوب اليمن، بلد اليسار والحرية إلى عام 1990م لم يكن يعرف التنظيمات الإرهابية إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي، حين فتح نظام صنعاء الباب أمام الأفغان العرب والتنظيمات الإرهابية للدخول إلى اليمن للمشاركة في الحرب على الجنوب اليمني، واحتلال عدن في الـ 7 من يوليو 1994م.

.

اجتياح عدن وظهور التنظيمات الإرهابية

عقب توقيع الوحدة اليمنية، أنشأ صالح حزباً سياسيا ذا مرجعية إسلامية، أطلق عليه التجمع اليمني للإصلاح، وترأسه وزير الخارجية الراحل عبدالله بن حسين الأحمر. والأحمر هو رجل أمني منذ عهد الرئيس الحمدي، تحول لاحقاً إلى زعيم قبلي لقبيلة حاشد كبرى القبائل اليمنية، لكن ظل زعيماً لجماعة حزب الإصلاح اليمني (جناح الإخوان في اليمن). وكان الحزب يضم في صفوفه قيادات عسكرية وأخرى من تنظيم القاعدة التي كانت حينها قد عادت إلى التو من أفغانستان.

.

يقول القيادي في تنظيم القاعدة نبيل أبو نعيم: إن زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن بعثه إلى علي عبدالله صالح، من أجل قتال الجنوبيين بزعم أنهم يساريون.. مؤكداً في حديث تلفزيوني قبل سنوات، أن صالح فتح معسكرات ومول الجماعات المرتبطة بالقاعدة، ومنح قيادات في القاعدة رتباً عسكرية، وأدمجهم في قوات الفرقة الأولى مدرع، التي كان يقودها الجنرال علي محسن الأحمر.

ومن هنا بدأ نشاط تنظيم القاعدة، وتمكن بفعل الدعم السخي من فتح معسكرات في جبال أبين، وهي تضاريس وعرة، ونفذت هذه الجماعات سلسلة اغتيالات طالت أكثر من 150 مسؤولاً جنوبياً، خلال عامين فقط.

.

ابتزاز صالح للغرب

استخدم صالح تنظيم القاعدة والإخوان لابتزاز الغرب، وتحديداً أميركا، حيث يقول مسؤولون في حكومة صالح إن النظام القديم استطاع أن يجمع ترسانة أسلحة كبيرة جداً، مستغلاً مزاعم الحرب على الإرهاب. لكن الإرهاب، كما يقول سياسيون، «لا يستهدف إلا قادة الجنوب اليمني، وينشط في جنوب اليمن فقط دون غيرها من محافظات اليمن. واستغل صالح هذه التنظيمات لتصفية خصومه. ويقول رئيس اليمن الجنوبي الذي وقع الوحدة مع صالح علي سالم البيض، في تصريحات تلفزيونية:«سيأتي اليوم الذي يدرك فيه العالم أن الإرهاب في اليمن خرج من القصر الجمهوري في صنعاء».

.

القاعدة تسيطر على حضرموت

في مطلع أبريل من العام الماضي، سلمت وحدات عسكرية موالية لـ صالح عتادها للقاعدة في محاولة لإرباك التحالف العربي الذي تدخل لدعم شرعية هادي. وأكدت حكومة هادي أن هذه الجماعات هي في الأصل قوات عسكرية تابعة لصالح، وأنها فقط ارتدت لباس التنظيمات الإرهابية، في حين أكد التحالف العربي أن التدخل في اليمني هو من أجل استعادة الدولة اليمنية، وعودة حكومة هادي لتمارس أعمالها في ظل بلد مستقر أمنياً، بعد أن عاث فيه صالح والإخوان فساداً. وعقب إنتهاء الحرب الأخيرة في مدن الجنوب اليمني ، في يوليو 2015م، نفذت الجماعات الإرهابية سلسلة من الهجمات وحوادث الاغتيالات راح ضحيتها مسؤولون بارزون وقيادات عسكرية وأمنية وشخصيات سياسية. واستعادت القوات الوطنية حي المنصورة في عدن، وتلاه استعادة محافظة لحج وأبين على التوالي، واتجه التحالف عقب ذلك لتحرير حضرموت، كبرى مدن الجنوب اليمني.

.

أسرار ما قبل الحرب على الإرهاب

وقالت مصادر عسكرية يمنية في المكلا: إن قوات صالح أفرجت عن قيادات في تنظيم القاعدة اعتقلت قبل أعوام، من بينها قيادات متورطة باغتيال اللواء سالم علي قطن، وهو قائد عسكري كبير قاد معركة السيوف الذهبية لتحرير أبين من القاعدة في العام 2012م. وأكدت مصادر عسكرية وثيقة الصلة أن قائداً عسكرياً موالياً لصالح في سيؤن، ساهم في إطلاق سراح قيادات وعناصر جهادية من سجون صنعاء، ونقلها إلى سيؤن..

.

انكشاف ورقة الإخوان وصالح

وبينما كانت القوات الحكومية تقتل عناصر تنظيم القاعدة في مدينة زنجبار أبين، كان عبدالمجيد الزنداني يطالب بوقف القتال، وضرورة حل المشكلة بين القوات الحكومية وتنظيم القاعدة دون قتال. وتمكنت القوات الوطنية في حضرموت من تحرير مدينة المكلا وبلدة الشحر وموانئ بحرية وجوية في حضرموت، في حين أعلنت قوات التحالف العربي مقتل نحو 800 عنصر من تنظيم القاعدة خلال العملية التي استمرت 24 ساعة. وأكدت مصادر عسكرية في حضرموت أن العشرات من عناصر القاعدة فرت باتجاه بلدات ريفية في شبوة شرق عدن.

.

وكانت مصادر يمنية قد أكدت أن القاعدة وداعش في حضرموت يقومون بالأستفادة من المشتقات النفطية . وعدت دول التحالف العربي القاعدة في حضرموت بأنها جزء من عصابة صالح ، حيث سلمت قوات عسكرية تدين بالولاء لصالح والإخوان المسلمين.

.

الإخوان يطالبون بوقف قتال القاعدة

وأكد القيادي اليمني علي شائف الحريري وجود علاقة وثيقة تربط الإخوان بتنظيم القاعدة، موضحاً « إن هذه العلاقة في اليمن تعود إلى ما قبل 30 عاماً، عندما ابتعث التنظيم عناصره إلى مناطق التوتر مثل أفغانستان التي شهدت ميلاد هذا الفكر الإرهابي. وقال «عاد أولئك المقاتلون بأفكار القاعدة، أي تطورت فقط أفكارهم، وتم تنميتها، لأنهم يحملون نفس الفكر المتقارب مع القاعدة، وتم إنشاء المعاهد في اليمن تحت رعاية صالح والتي تخرج فيها عناصر كانت فيما بعد قيادات للقاعدة، ومنها جامعة الإيمان التي كان يرأسها عبدالمجيد الزنداني».

.

وأضاف «خاض هؤلاء الإرهابيون حرب 94 إلى جانب صالح وإخوان اليمن ضد الجنوب، وتم تكفير الجنوب وإصدار فتوى آنذاك، وضمن قادة الأخوان لعناصر القاعدة الرتب والرواتب وأماكن الإيواء والدعم الاستخباراتي، وتم استخدامهم طوال 25 عاماً لأبتزز دول الجوار والعالم باسم مكافحة الإرهاب». وتابع «من عام 2008 إلى أواخر عام 2009 كنت أنا أحد المعتقلين السياسيين في سجن المخابرات اليمني في صنعاء، وهناك أتيحت لي الفرصة، والتقيت بعدد من معتقلي القاعدة الذين كشف لي بعضهم أنهم يستلمون مرتبات من الإصلاح اليمني، ويخرجون لتنفيذ عمليات، ثم يعودون، وكانت معاملتهم من إدارة السجن تختلف عن معاملتنا تماماً، وهناك لقاءات مسجلة إعلامية مع بعض قيادات هذا التنظيم، وقد اعترفوا بذلك أمام ملايين المشاهدين».

.

وقال الناشط في الحراك الجنوبي ناصر السيد سمن إن «علاقة الإخوان بتنظيم القاعدة كعلاقة الأم بطفلها. فهم كالأسرة الواحدة، فغالبية قيادات القاعدة هم من الصف الأول في تنظيم الإخوان، وعلى سبيل المثال لا الحصر، عبدالمجيد الزنداني هو قيادي إخواني، وأسس جامعة الإيمان في صنعاء، وتخرج فيها وعلى يديه كثير من الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم في عدن وغيرها من المدن اليمنية، وحصدوا أرواح كثير من الأبرياء. وهناك أدلة وشواهد كثيرة تثبت ما نقول، فهو واقع نعيشه حتى اللحظة.

You might also like
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com