قبائل “لقموش” تُخضع السلطة: محافظ شبوة يرضخ ويلتقي الوفد بعد أيام من الرفض والمماطلة
المشهد الجنوبي الأول – شبوة
شهدت محافظة شبوة، الواقعة تحت سيطرة التحالف السعودي والإماراتي، تطوراً لافتاً في الأزمة الأخيرة، حيث اضطر محافظها الموالي للإمارات، عوض محمد الوزير العولقي، إلى التراجع عن موقفه المتعنت وقبول عقد لقاء مع وفد قبائل “لقموش” اليوم الثلاثاء.
هذا التغير الجذري في الموقف الرسمي يأتي بعد أيام من رفض المحافظ القاطع عقد اجتماع مماثل لبحث قضية الشيخ صالح منصور دابي ومرافقيه.
ويُعزى هذا التراجع بشكل مباشر إلى التصعيد القبلي المدروس والمكثف الذي مارسته قبائل “لقموش”.
وهذا التصعيد تجسد في عقد اجتماع طارئ وحاشد للقبائل، تمخض عنه تشكيل لجنة متابعة، ما شكل ضغطاً شعبياً لا يمكن تجاهله على الإدارة المحلية في المحافظة الخاضعة لنفوذ التحالف.
وقد أتاح هذا الاجتماع الفرصة لكلا الطرفين لفتح ملف القضية الشائكة بشكل مباشر واستعراض سبل التوصل إلى حلول.
وخلال اللقاء، سعى المحافظ عوض الوزير إلى احتواء الموقف عبر التأكيد على الأهمية القصوى للحوار والتفاهم كوسيلة وحيدة لمعالجة القضايا الخلافية، مُبدياً استعداده للبحث الجدي والمُركز عن حلول مناسبة ومرضية.
في المقابل، قدم مشايخ القبيلة مطالبهم بصيغة واضحة وحازمة، مشددين على تطلعهم لحل فوري يضمن الإفراج السريع عن المختطفين.
ويُرسخ هذا اللقاء حقيقة الفعالية الكبيرة للضغط القبلي المنظم في إعادة تفعيل الملفات التي تحاول السلطة الرسمية إغلاقها أو تجاهلها.
لقد نجحت قبائل “لقموش”، بفضل تحركها المنسق، في دفع القضية إلى صدارة المشهد العام وإجبار الجهات الحكومية، التي يقودها محافظ موالٍ لأبوظبي، على مراجعة طريقة تعاطيها مع هذا الملف الحقوقي.
وقد ضم الوفد القبلي عدداً من الوجاهات والأعيان المؤثرين، أبرزهم: الشيخ مهدي الجامع، والشيخ سالم علي أبو جاهل المجوري القميشي، والشيخ عوض بن علي العاقل، والشيخ مهدي لفنع مستشار المحافظ، والشيخ أحمد عوض التوم، والشيخ محمد سالم البابكري، والشيخ محمد الكبية، والشيخ سعيد حوشب، والشيخ عبدربه المنصوري.
وفيما تُعدّ هذه الخطوة نقطة انطلاق أولى نحو حل الأزمة، فإن الأوساط الشعبية في شبوة تترقب بفارغ الصبر الإجراءات العملية والملموسة التي ستتبع هذا الحوار، والتي ستكون المعيار الحقيقي لمدى جدية المحافظة في الوصول إلى حل شامل وفعال.
