عدن..المحرمي يوجّه صفعة سياسية للزُبيدي ويمنح العليمي مكسبًا جديدًا..!
المشهد الجنوبي الأول _ عدن
وجَّه أبو زرعة المحرمي، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ضربة سياسية مفاجِئة لرئيس المجلس عيدروس الزُبيدي، الاثنين، في خطوة تعكس عمق الانقسام داخل بنية “الانتقالي” وتغيّر خارطة الولاءات داخله.
وجاءت تحركات المحرمي عقب تقارير تحدثت عن صفقة يجري ترتيها مع رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي. فقد عقد المحرمي اجتماعًا مبكرًا مع المسؤول المعيّن من العليمي لرئاسة جهاز “أمن الدولة” الجديد، الذي يضم تحت مظلته الأجهزة الاستخباراتية الموالية للتحالف.
وأكد المحرمي، وفق بيان صادر عن مكتبه، دعمه لهيئة الرئاسة الجديدة للجهاز بقيادة محمد عيضة، في موقف يناقض تمامًا توجهات الزُبيدي وتياره.
وكانت قوات تابعة للزُبيدي قد اقتحمت، قبل أيام، مقر الجهاز في معاشيق وطردت رئيسه ونائبه، في محاولة لعرقلة تسلّمه مهامه.
وتلا لقاء المحرمي مع رئيس الجهاز اجتماعٌ آخر جمعه بالعليمي، خُصص لمناقشة تداعيات الاقتحام الأمني، وسط معلومات عن تفاهمات جديدة بين الطرفين تعيد ترتيب توازنات المشهد الأمني بعدن.
ويُعارض الزُبيدي وتيار الضالع تعيين محمد عيضة، المعروف بعلاقته القديمة بنائب الرئيس الأسبق علي محسن الأحمر، ويرون فيه تهديدًا لنفوذهم داخل المؤسسات الأمنية الحساسة في العاصمة المؤقتة.
وتكشف هذه التحركات حجم الشرخ المتسع داخل المجلس الانتقالي، خصوصًا في ملف السيطرة على الجهاز الأمني الذي يُعدّ الأهم والأكثر نفوذًا في جنوب اليمن.
التحليل:
تدلّ خطوة المحرمي على انتقال الخلافات داخل “الانتقالي” من مستوى التنافس السياسي إلى صراع مباشر على مؤسسات النفوذ الأمني. الدعم العلني لقيادة “أمن الدولة” الجديدة يضع المحرمي في مواجهة مفتوحة مع الزُبيدي وتيار الضالع، ويمنح العليمي ورقة قوة نادرة في عدن.
يشير ذلك إلى أن المجلس الانتقالي يدخل مرحلة إعادة اصطفاف داخلية، حيث تتباين الحسابات بين تيار يريد تعزيز التعاون مع الرئاسة والتحالف، وآخر يتمسك ببقاء الأجهزة الحساسة تحت سيطرته المباشرة.
هذا الانقسام داخل الانتقالي لا يعكس فقط صراع شخصيات، بل صراع مشاريع: بين من يريد مؤسسة أمنية مركزية ذات ولاء سياسي محدد، ومن يسعى لفتح باب المشاركة والتقارب مع مراكز نفوذ سابقة، بما قد يغيّر موازين القوى في الجنوب خلال الفترة المقبلة.
